السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أفراح الزواج في البادية قديما
للبدو تراث بالغ في الثراء وثقافة غائرة في القدم وقيم غرست في نفس البدوي ، تأصلت وتفاعلت في ظل ترحالهم الدائم فى مناكب الصحراء وعلى مسارح البادية , اما معيشتهم فهى بسيطة جدا فى ادواتها ويعتمد البدو على الابل بالدرجة الاولى وعلى الاغنام والماعز ويستفيدوا منها بتنقلهم وعلى اكل لحومها والبانها,ويتفاخر البدو دائما بكرمهم السخي وشجاعتهم وفراستهم وذهنهم الصافى لوجودهم فى بيئة هادية وفضاء واسع , ولمجالسهم حديث جميل يستانسون ويتعلمون من العبر ويتواردون اخبار المغازي والبطولة ونوادر الرجال والعزف على الربابه وقصائد الشعر وللشعر عندهم اهمية خاصه وكذلك تكون مجالسهم مدارس لتعليم الصغار العادات والتقاليد وحسن المنطق وآداب الحديث وتعلم اخبار وافعال الابطال من رجالهم ، أفراحهم تتسم بهذا الطابع من البساطة ، يخطب أحدهم إحدى الفتيات لنفسه أو لإبنه او لأحد أقربائه فإن تم القبول فالمهر محدود والشروط ميسورة إن لم تكن معدومة ، وأفراحهم بعيدة عن التكلف .
افراح االزواج تكون عادة في فصل الربيع لإعتبارات أهمها توفر الكلأ والماء والجو المناسب ، فبعد أن يتم تحديد موعد الزواج يقوم والد العريس أو العريس نفسه بالمرور على القبيلة يخبرهم بموعد الفرح ومكانه وغالبا يكون قريبا من احد مصادر المياه كالعيون أو الآبار ، قبل الفرح بعدة أيام يبدأ افراد القبيلة بالرحيل والتجمع في مكان الفرح ، تبادر النساء لمعاونة أهل العريس في طحن أو جرش الحبوب على الرحا وحلب وخض الحليب لتوفير الزبد لزوم الفرح ، قبل موعد الفرح بأيام يقوم اهل العريس بغز راية العرس وهي عبارة عن قطعة قماش بيضاء تشد على جريدة نخل خضراء تترك بعض سعفاتها العلوية بدون ازالة ترفع على مقدم بيت والد العريس إيذانا بالدعوة للعرس واستعدادا له ، وفي ليلة غز الراية يقوم والد العريس باعداد عشاء للعموم .
تسرح البنات بأغنام عائلاتهن فالعروس تسرح بأغنام عائلتها كبقية البنات التي غالبا لا يؤخذ رأيها في العريس أو موعد العرس لكن مصدر معلوماتها هو رفيقاتها البنات اللاتي يخبرنها عن العرس والعريس والتفاصيل التي تود العروس أن تعرفها ، ففي اليوم الذي في ليله ستزف العروس إلى بيت زوجها يرسل والد العروس أو ولي أمرها من يراقبها في ذلك اليوم خشية عدم عودتها واختبائها حياءا لأنها تشعر أنه عند عودتها في المساء ستكون كل الأنظار موجهة إليها وذلك كنوع من الخجل الذي يزين بنات البادية بالفطرة.
يختارالرجال أحد الابل فيتم احضاره أمام بيت العروس عندها تكون النساء قد أعددن الهودج ومن ثم فرشنه واعددن السواتر الجانبية له حتى تركب بداخله العروس أثناء زفافها فيوضع على ظهر البعير ، تقوم النساء باركاب العروس على الهودج والذي يقوده في الغالب أحد اشقاء العروس أو احدى النساء الكبار،أثناء الزفاف تمشي نساء القبيلة أمام العروس يغنين تمجيدا بوالد العروس والعريس ، يسرن على هذا المنوال حتى يقابلهن الرجال بصفة أخرى تتوقف عندئذ النساء فيقوم الرجال باللعب أمام هودج العروس والذي تحيط به النساء وعند وصولهم لبيت العريس يدورون حول البيت ثلاث مرات مرددين اشعارهم ثم ينصرف الرجال إلى خلف البيت فتقوم النساء بانزال العروس وادخالها في بيتها وتتجمع بقية النساء خلف البيت ويبدأ الرجال في لعب الرفيحي أو الدحية أو المربوعة حسب الحال لبعض الوقت ثم ينصرفوا لتناول العشاء .
في صباح اليوم التالي تقوم احدي الفتيات بضم أغنام العروس لاغنامها لتسرح بها تعاونا منها لأهل العروس حتى اليوم الثالث عندها يكون قد انتهى الفرح فإما أن تعود العروس أو إحدى شقيقاتها لتسرح بأغنامها .
يستمر الفرح غالبا ثلاث ليال تقوم العوائل التي تجمعت للفرح باحضار ما توفر لديهم من الزبد والسمن كل حسب امكانياته تعاونا مع صاحب الفرح ففي الليلة الأولي يقدم جريش القمح أو الذرة يتوسطه منقع السمن يقوم بعده الشباب بلعب الرفيحي أو المربوعة أو الدحية خلف بيت العريس حيث تتجمع النساء لتقوم احداهن بالرقص عليهم واحيانا تقوم اثنتان بالرقص مستترات تماما وبأسلوب مهذب على مرئى من الحاضرين ولاضفاء جو من البهجة والسرور على الفرح وتتناوب الفتيات الرقص حتى ساعة متأخرة من الليل فيكون هناك عشاء ثان من الجريش للاعبين لتنشيطهم لمعاودة اللعب إلى الصباح.
وفي اليوم الثاني يكون صاحب الفرح قد أحضر عقيرتين أو ثلاث ويقوم باقي اقراد القبيلة كل حسب مقدرته باحضار معونة (قويدة )عبارة عن شاة من الضأن أو الماعز فيذبحها هو ويأخذ منها الربع لببيته يقوم صاحب الفرح بطبخ اللحم وعند استواءه يقو باحضاره عند الرجال فإن كان قد عمل لهم ارغفة من الخبز فيوضع نصيب كل واحد منهم في رغيف ويقدم له أما ان كان الغداء جريش فيوزع اللحم على الرجال ثم يقدم الجريش ويعطى باقي اللحم لواحدة من اسرة العريس لتقوم بدورها بتوزيع اللحم على النساء ، اما في الليلة الثانية فيكون العشاء من الجريش بمنقع السمن ويستمر الشباب في اللعب وفي آخر الليل يكون هناك عشاء ثان كالعادة كذلك نفس الشيئ في البوم الثالث ويستمر اللعب في الليلة الثالثة حتى الصباح
وبهذا ينتهي الفرح .
صورة الربابه
http://tbn3.google.com/images?q=tbn:...photo/3701.jpg
http://tbn0.google.com/images?q=tbn:...swar/rbabh.jpg
بيت الشعر
http://tbn0.google.com/images?q=tbn:...war/bets3r.jpg
http://tbn1.google.com/images?q=tbn:...rmal_3ks10.jpg
منقوله