![]() |
هذه القصة من أغرب القصص الموجودة في كتب التراث.. مهمة قرائتها00
هذه القصة من أغرب القصص الموجودة في كتب التراث.. مكتوبة بصيغ مختلفة، ولكن كلها تشير إلي مغزي واحد.. عندما يصاب الانسان بالقهر والظلم،. بطل هذه القصة أعرابي بسيط، كان يعيش مستور الحال، يملك من الثروة ما يغنيه عن سؤال الأخرين، وتزوج بعد قصة حب فتاة رائعة الحس والجمال.. شديدة الفتنة بالغة الأنوثة.
وعاش حياته سعيدا معها كما يعيش أي رجل في كنف زوجة يحبها، ويحرص علي إرضائها، ولم يدر ما تخبئه له الأقدار. ومرت الأيام وهو سعيد بزوجته وأسرته، فقد جمع بين قلبيهما الحب، ولكن جاء ما ليس في الحسبان، وافتقر الرجل بعد غني، ومرت به أيام قاسية، وهو يعاني الفقر والحاجة بعد الغني.. فشعر بالتعاسة والألم لما أصابه وكان أخشي ما يخشاه أن تفارقه زوجته التي تجعل لحياته معني.. وحدث ما كان يتوقعه فقد أنكر والدها الحال التي تعيش فيه ابنته.. وأخذها إلي دياره غير عابيء بتوسلات الزوج، أو توسلات الزوجة التي أرادت أن تظل في كنف زوجها، وأن تعيش معه أيام الفقر كما شاركته من قبل أيام الثراء.. ولكن الأب لم يستجب لتوسلات الزوج أو الأبنة، وقرر أن يأخذها لتعيش معه، بعض أن رفض الزوج طلاقها كما رغب أبوها.. وذهبت هي رغما عنها مع والدها لتعيش معه، حتي تتحسن أوضاع الزوج ويصبح قادرا علي الانفاق علي زوجته. وكتب التراث تتحدث عن هذه الزوجة الجميلة بأن اسمها سعاد، واكتفت أن تتحدث عن زوجها بالأعرابي. ودفع الحنين الزوج إلي الذهاب إلي والد زوجته يرجوه أن يعيد زوجته إليه بلا جدوي، وأصر أنه لايعرفه، وأن عليه أن يطلق ابنته، مما حدا بالأعرابي أن يشكوه إلي حاكم المدينة 'مروان بن الحكم' من قبل الخليفة معاوية بن أبي سفيان. وظن الرجل أن الطريق أصبح ميسورا لعودة زوجته إليه، فالحاكم معروف عنه العدل، ومعروف عنه الذكاء، وتأكد أنه سوف يحكم بعودة الزوجة إلي بيتها. واستمع مروان بن الحكم إلي والد الزوجة الذي قرر أنه لم يعرف هذا الاعرابي الذي يدعي أنه زوجا لابنته. وهنا طلب الأعرابي من عامل معاوية بن أبي سفيان أن يأمر باحضار الزوجة ويسألها عن العلاقة التي تربطها بالاعرابي!! وأمر مروان أن يأتي بالزوجة..! وحضرت المرأة فاذا به يلتفت بانبهار إلي جمالها الخارق، وأنوثتها الطاغية.. وصمت وهو ينظر إليها باعجاب، ولم يعد يستمع لهذا الاعرابي، بل أصبح كل همه أن يتزوج منها بعد أن تطلق من زوجها وعندما طلب الاعرابي من عامل معاوية أن يرد إليه زوجته بعد أن يسألها عن رغبتها في العودة، لم يستمع إليه مروان، ولم يأبه له، ولم يلفته ما في عين هذا الاعرابي من لهفة وحب علي زوجته.. وعندما صاح بأنه يريد أن تعود زوجته إليه، نهره مروان، وأمر به أن يدخل السجن!! وعاش الاعرابي في السجن وهو حائر العقل والقلب ويتساءل فيما بينه وبين نفسه.. متي ينتهي هذا القهر ومتي يخرج إلي فضاء الحرية؟! وندم علي أنه قام بالشكوي، فلم يعرف أن جمال زوجته سيحول بينه وبين تحقيق مراده. وقال مروان لأبيها. هل لك أن تزوجني ابنتك علي ألف دينار وعشرة آلاف درهم، وأنا ضامن خلاصها من هذا الاعرابي؟ كيف؟ يقضي الرجل فترة العدة بالسجن، ثم يجبر علي طلاق ابنتك..!! ووافق الأب. وأرسل مروان من يأتي بالأعرابي من السجن.. وقال له مروان بن الحكم طلق سعاد! رد عليه لن أطلقها.. وأطلق عليه الحراس فضربوه، وأمام هذا القهر لم يجد أمامه من سبيل سوي تطليق سعاد، وبعد أن طلقها وضعه في السجن للمرة الثانية حتي تنتهي فترة العدة!! وتزوج مروان بعد ذلك من سعاد وأطلق سراح الأعرابي! عاد الرجل إلي خبائه وكله ألم واحساس بالقهر والمهانة، وقرر أن لن يسكت عما حدث له وأنه سوف يسير إلي معاوية بن أبي سفيان نفسه، ويقص عليه تلك الحكاية المثيرة، ولابد أن يعيد له معاوية بن أبي سفيان حقه، فإن فقد العدل عند العامل لن يفقد العدل عند معاوية، وهو يعرف أن معاوية له باع كبير علي الصبر، وأنه يستمع جيدا لمن يشكو له، وأنه لايرضي بالظلم، ويستنكر القيم، وهو في نفس الوقت حريص كل الحرص علي دينه وما فيه من قيم ومباديء وفضائل و.. قرر الرحيل إلي الشام. وذات يوم كان معاوية يجلس في مجلسه في موضع مفتوح النوافد في كل اتجاه، وحوله بعض حاشيته وكان الجو شديد الحرارة، ويحاول معاوية أن يتلمس بعض النسيم من خلال النوافذ والأبواب المفتوحة في هذا الهجير، ولفت نظره اعرابي قادم من بعيد أشعث عليه غبار الطريق في ملابس ممزقة، ويمشي حافيا، ويبدو أنه يريد الوصول إليه! تساءل معاوية فيما بينه وبين نفسه ما الذي جاء بهذا الاعرابي إلي دمشق، قاطعا الصحراء في هذا الجو الشديد الحرارة، والذي لايستطيع الانسان السير فيه، فما بال هذا الرجل يتحمل كل هذا المشاق؟ فمن الواضح أنه قطع مسافة طويلة في السير، ببدء ذلك واضحا من العرق الذي يتصبب من جبينه، ومن الملابس القديمة التي يرتديها. وتأمله معاوية جيدا.. ان الرجل يحجل في مشيته، وهذا يدل علي أنه قطع طريقا طويلا سيرا علي الاقدام! ونظر معاوية إلي جلساته وهو يشير إلي هذا الاعرابي وقال لهم: هل خلق الله سبحانه وتعالي أشقي ممن يحتاج إلي الحركة في هذا الوقت وفي مثل هذه الساعة؟ قال أحدهم: لعله يقصد أمير المؤمنين! فقال معاوية: والله لئن كان قاصدي لأجل شيء لأعطته، واستجلب الأجر به، أو مظلوما لأنصرته. وقال لأحد غلمانه. ياغلام قف بالباب، فاذا طلبني هذا الاعرابي فلا تمنعه من الدخول عليٌّ. ووقف الغلام، فاذا بهذا الاعرابي يطلب مقابلة أمير المؤمنين. فقال له الغلام: وأمير المؤمنين في انتظارك. دخل الأعرابي في ملابسه المهلهة البائسة، ووجهه الذي يكسوه التراب، وملامحه التي تنم عن تعب شديد.. وألقي السلام علي الخليفة. وسأله معاوية بوجه باسم من الرجل؟ من تميم ما الذي جاء بك؟ جئتك مشتكيا، وبك مستجيرا ممن؟ من عاملك مروان بن الحكم.. وساد الصمت لحظة، سمع معاوية وهو ينظر إلي الرجل، ليعرف حكايته، فاذا بالاعرابي يقول: معادي ياذا الجود والحلم والبذل وياذا الندي والعلم والرشد والنبل أتيتك لما ضاق في الأرض مذهبي.. فياغوث لاتقطع رجائي من العدل وجدلي بانصاف من الجائر الذي بملاني بشيء كان أيسره قتلي سباني ابن سعدي وانبري لخصومتي وجار ولم يعدل وأغضبني أهلي وهم بقتلي غير أن منيتي تأنت ولم استكمل الرزق من أجلي وهو بهذه الأبيات من الشعر، يريد أن يقول لمعاوية ابن أبي سفيان، أنه جاء إلي معاوية الذي يملك الجود والحلم والبذل، ويمتلك الحلم والرشد والنبل والكرم، وأنه ما جاء إليه إلا بعد أن ضاقت به الأرض بما رحبت، وأنه جاء يلتمس عنده العدل الذي افتقده عند مروان بن الحكم وأنه يريد أن ينصفه بعد أن ظلمه واليه علي المدينة، وأنه ذاق من ألوان الظلم ما لايطيق وأنه أراد قتله، بعد أن جاء عليه، وسلبه زوجته، ولولا أن هناك بقية من العمر كتبه له الله حتي يستوفي رزقه لكان هذا الوالي قد أنهي حياته! فقال له معاوية بن أبي سفيان بعد أن هدأ من روعة. فأرسل معاوية لعاملة وطلب منه أن يطلق المرأة وليحضر لمجلسة ليحكم في الموضوع ، فلما وصل المرسول لمروان وشاهدوا المرأة قالوا إنها لا تصلح إلا أن تكون لأمير المؤمنين معاوية فاحضروها معهم . فلما رآها معاوية فتن فيها فشعر بذلك الأعرابي وقال قصيده طويلة منها البيت المشهور الذي صار مثلا والذي قال فيه: لاتجعلني هداك الله من ملــكٍ كالمستجيرمن الرّمضاء بالنــّار فما كان من معاوية إلا أن يطلب منه أن يتركاها له ويغنيه ويقربه منه فرفض ذلك فقال له معاوية: يا أعرابي؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين. قال: إنك مقرٌّ عندنا أنّك قد طلّقتها، وقد بانت منك ومن مروان، ولكن نخيّرها بيننا. قال: ذاك إليك، يا أمير المؤمنين. فتحوّل معاوية نحوها ثمّ قال لها: يا سعدى أيّنا أحبّ إليك: أمير المؤمنين في عزّه وشرفه وقصوره، أو مروان في غصبه واعتدائه، أو هذا الأعرابي في جوعه وإطماره ؟ فأشارت الجّارية نحو ابن عمّها الأعرابي، ثمّ أنشدت تقول: هذا وإن كان في جوعٍ وأطمـار أعزّعندي من أهلي ومن جـاري وصاحب التّاج أو مروان عامله وكل ّذي درهمٍ منهـم ودينـار ثمّ قالت: لست، والله، يا أمير المؤمنين لحدثان الزمان بخاذلته، ولقد كانت لي معه صحبة جميلة، وأنا أحقّ من صبر معه على السّرّاء والضّرّاء، وعلى الشّدّة والرّخاء، وعلى العافية والبلاء، وعلى القسم الذي كتب الله لي معه. فعجب معاوية ومن معه من جلسائه من عقلها وكمالها ومروءتها وأمر لها بعشرة آلاف درهمٍ وألحقها في صدقات بيت المسلمين. |
قصة جميلة جدا و لكنني أرب بمعاوية خال المؤمنين و أحد كتاب الوحي
و كذلك بمروان الذي لم تثبت له صحبة و هو تابعي و أن ألأشتهر كلاهما بالدهاء و السياسة . و ما أدري أن كانت هذه القصة من تأليف صاحب الأغاني أبو فرج فأعتقد و الله أعلم أنها مكذوبة شكرا لك أبو محمد هالجهود المميزة بالمنتدي |
هذه القصة تستدر الدمع من العيون
وقد أجدت أخي أبا محمد في سردها وهي تذكرنا بتراثنا الجميل الذي تناسيناه ! تقبل تحيتي |
|
ابو محمد
قصة جميلة ورائعة ومؤئرة وشكرا لك على الطرح الرائع والمستمر لك مني اطيب التحيااااااااااااااات |
| الساعة الآن 07:40 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. , TranZ By Almuhajir
جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها فقط . ولسنا مسؤلين عنها بأي شكل من الأشكال .