عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 27-01-2008, 03:08 AM
::شخصية هامة::
أبومحمد غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 684
 تاريخ التسجيل : Nov 2007
 فترة الأقامة : 6610 يوم
 أخر زيارة : 04-09-2017 (04:32 AM)
 المشاركات : 608 [ + ]
 التقييم : 18
 معدل التقييم : أبومحمد الخطوة الثانية في طريق التميز
بيانات اضافيه [ + ]
Icon100 التربية الخلقية




التربية الخلقية

الأحد, 27 يناير 2008
عبد العزيز حسين
الأخلاق هي مجموعة العادات والتقاليد التي تواضع عليها المجتمع وأقرتها النظم السائدة فيه، وعلى الفرد أن يكيف سلوكه طبقاً لقوانين هذا المجتمع وتقاليده حتى يمكن أن يسوده الانسجام والاتزان. وهذه الصفات الخلقية دائمة التغير والتطور، إما ببطء أو بسرعة حسب الدوافع الموجودة في المجتمع.فنرى أن صفات أخلاقية كان آباؤنا يعتبرونها حميدة يقال عنها الآن إنها لا تجارى هذا الزمن كما إن هناك صفات أخرى كان أسلافنا يتحرزون من اعتناقها أصبحت مباحة في هذا الزمان.

وإلى جانب اختلاف المعايير الخلقية في زمن عن آخر نلاحظ اختلافها في بلد عن آخر، فما قد يعتبره سكان أميركا -مثلاً- من محاسن الصفات نعتبره في بلاد العرب من الأمور المخلة بالآداب، وما قد نعتبره من مقدمات تقالدينا في الكويت قد ينظر إليه الأوروبيون نظرة استخفاف واستهجان.

إلا أن كل هذا لا يمنع أن تكون هناك صفات خلقية شائعة ومعترف بها في كل محيط، ففضيلة الأمانة مثلاً ينظر لصاحبها نظرة تقدير في كل مكان. كما أن رذيلة السرقة يعاقب عليها كل قانون.
ويتلقى الناشئ المبادئ الخلقية أول الأمر في المنزل حيث تتفتح عيناه على هذا العالم الجديد، فيمتص ما حواليه من عادات، ويتبين مهارة الوالدين في توجيهه نحو الوجهة السليمة، والطفل في سنواته الخمس الأولى شديد الحساسية لما حواليه كثير التقليد لمن يتولى أمره، يحاكي في سلوكه سلوك الوالدين أو من في منزلتهما. ثم ينتقل الطفل إلى المدرسة حيث يتلقى المبادئ الخلقية على صورة دروس في الدين والتربية الخلقية والوطنية. وقد لاحظ المربون أن الدروس التي تلقى على شكل مواعظ ونصائح مجردة، قليلة الجدوى ما لم تكن مقرونة بالتجريب والعمل.

فإذا أردنا أن نعزز فضيلة الصدق -مثلاً- في نفوس التلاميذ فلنبين لهم عملياً الفائدة التي تعود عليهم من الاتصاف بهذه الصفة، ولنكن قبل ذلك نحن -المدرسين- متحلين بها.

إذ كيف ننتظر من تلميذ أن يعتنق فكرة نحبذها له بألسنتنا ونحن ننكرها بأفعالنا؟!
إن الإنسان مجبول على تقليد من يعتقد أنه أرقى منه تفكيراً وأعظم مقاما. ومن هنا ندرك مبلغ ما يجب أن يتصف به المربون آباء ومدرسين من صفات تتفق مع ما نريد أن يتخلق به الطلبة. ولابد لكي نصل إلى نتيجة مرضية من حيث تربية النشء تربية أخلاقية سامية ألا نقصر اهتمامنا في هذه الناحية على المدرسة فحسب بل لابد أن يكون للمنزل نصيب كبير من اهتمامنا، لابد أن يكون منزلاً تظلله روح التفاهم ويسوده النظام ويجد فيه الطفل مجالا لإشباع غرائزه السامية لكي ينطبع سلوكه بطابع خلقي مستمد من هذه البيئة الصغيرة التي تكتنفه.

وفيما عدا المنزل والمدرسة هناك الحياة الخارجية التي قد يحياها الطفل خارج المنزل والمدرسة، والرفاق الذين قد يختلط بهم أثناء لعبه. لابد أن نتأكد تماماً أنهم في مستوى خلقي طيب بحيث نطمئن إلى نتائج هذا الاختلاط.

ولنراقب بإمعان أنواع الألعاب التي يمارسونها حتى نعرف الأثر النفسي الذي تتركه هذه الألعاب فيهم، ولنتأكد أنهم يلعبون بشرف لاغش فيه ولا خداع، فإن الذي يمارس الغش في لعبه صغيراً يهون عليه أن يمارسه في عمله الجدي إذا كبر.

إن في الألعاب الرياضية مجالاً واسعاً لتقوية أخلاق النشء وتوجيهها، ولكن علينا أن نفهم أبناءنا أن وجوب مراعاة النظام والقانون في اللعب لا يتنافى مطلقاً مع اللذة التي يجدها اللاعب، فإذا تعود الطفل في صغره على طاعة رئيسه في اللعب وراعى قوانين اللعبة انغرست في نفسه روح طاعة القانون ورعاية النظام.

لابد أن تتضافر جميع القوى في المنزل والمدرسة والبيئة الخارجية لكي نضمن للنشء أخلاقاً مرضية. وقبل أن نفكر في أي علاج لأبنائنا. وقبل أن نضع النظم والأسس التي يقوم عليها هذا العلاج، لنبدأ بأنفسنا.
- لكل دين خلق وخلق الإسلام الحياء.

- اليمين الفاجرة تدع الديار بلاقع.

- قيدوا العلم بالكتاب.


« من الأحاديث الشريفة».

الموضوع الأصلي: التربية الخلقية || الكاتب: أبومحمد || المصدر: منتدى الجبلان الرسمي




اضف تعليق على الفيسبوك
تعليقاتكم البناءه هي طريقنا لتقديم خدمات افضل فلا تبخل علينا بتعليق



 توقيع : أبومحمد

وإذا كانت النفوس كباراً=تعبت في مرادها الأجسام

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64