![]() |
|
||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
|||||||
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
|
هذه هي نسخة Google لعنوان http://www.darah.org.sa/bohos/Data/11/13-1.htm. وهي عبارة عن لقطة شاشة للصفحة كما ظهرت في 5 أيلول (سبتمبر) 2008 15:04:11 GMT. ربما تم تغيير الصفحة الحالية في غضون ذلك. تعرف على المزيد مقدمـــــة:شهدت نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين للميلاد، تنافساً شديداً بين الدول الكبرى للسيطرة على المشرق العربي ومنطقة الخليج العربي منه بخاصة. وامتلأت فنادق المدن الكبرى في بلاد الشام والعراق بالأوربيين من ضباط عسكريين ومهندسين وعلماء آثار وجامعي نباتات وحشرات ومراقبي طيور. وشرعت الدول الأوربية في هذه الحقبة بتنظيم أجهزة استخباراتها العسكرية. ففي سنة 1306هـ/ 1887م، عين لأول مـــــرة مديـــر لدائرة الاستخــبارات العسكريـــة البريطانيــــة “Director of Military Intelligence” وعين ضابط ارتباط في هذه الدائرة من الجيش البريطاني في الهند، وشملت هذه الدائرة بنشاطها منذ سنة 1323 هـ/ 1905م الشرق الأوسط الذي اصبح يعني المنطقة الممتدة من مصر إلى الهند. ونظمت الاستخبارات العسكرية البريطانية في الهند، بعد ذلك بعام واحد، على مثال الاستخبارات العسكرية في لندن. وغدا مجال نشاطها يشمل المنطقة العربية الواقعة جنوب خط يمتد من العقبة على البحر الأحمر إلى البصرة على الخليج العربي، باستثناء عسير والحجاز واليمن التي ظلت مع بلاد الشام والعراق تابعة للاستخبارات العسكرية في لندن. أما ألمانيا المنافسة لبريطانيا في المشرق العربي فبعد أن كلفت البارون ماكس فون أوبنهايم Max Von Oppenheim ، عالم الآثار اليهودي، بزيارة المنطقة، قام بجولة في بلاد الشام والعراق والخليج العربي سنة 1311هـ/ 1893م. وغدا رئيساً لمصلحة الاستخبارات الألمانية في الشرق، مع أنه كان يعمل في مؤسسة علمية محترمة هي معهد الآثار في برلين، ويقدم تقاريره السياسية إلى وكيل وزارة الخارجية الألمانية. ومنذ سنة 1311هـ/ 1893م اتخذ رجل الأعمال الألماني فينكهاوسWoenkhaus لينجه على الخليج العربي مقراً له، حيث كان يتاجر بالصدف ويقوم بالتجسس لصالح بلاده(1). وعينت ألمانيا أول قنصل لها في بوشهر سنة 1315هـ/1897م. كانت بريطانيا قد بدأت تعزيز سيطرتها على سواحل شبه الجزيرة العربية منذ مطلع القرن التاسع عشر. وعقدت معاهدات مع شيوخ هذه السواحل وأمرائها وسلاطينها، نصت على التزام كل شيخ أو أمير أو سلطان بعدم التنازل عن أي جزء من الأراضي التابعة له، أو منح امتياز لرعايا دول أخرى غير بريطانيا، مقابل الحماية البريطانية له ولبلاده. وكان آخر هذه المعاهدات تلك التي أبرمتها بريطانيا مع الشيخ مبارك الصباح، أمير الكويت، سنة 1317 هـ/1899م. وقد حرص البريطانيون على عدم إعلانها وإبقائها سرية، لتعارضها مع السياسة العامة البريطانية المعلنة نحو الدولة العثمانية، والتي تقوم على الحفاظ على وحدة أراضيها(2). وقد سبق إبرام معاهدة الحماية الكويتية– البريطانية بعام واحد زيارة القيصر الألماني فيلهلم الثاني Wilhelm II للمشرق العربي. وألقى خطباً وتصريحات أثناء هذه الزيارة كان لها صداها القوي في أوروبا والعالم الإسلامي. ومنها قوله في حفل العشاء الذي أقامه على شرفه والي دمشق في جمادى الآخرة 1316 هـ/ تشرين الثاني (نوفمبر) 1898م: "فليثق جلالة السلطان، وليثق الثلاثمائة مليون مسلم في مشارق الأرض ومغاربها بأن قيصر ألمانيا سيظل صديقهم في كل حين"(3) . وفي العام التالي وقع على اتفاقية بين ألمانيا والدولة العثمانية بإنشاء سكة حديد بغداد التي تربط سكة الأناضول ببغداد وتنتهي في ميناء الكويت(4). ولا شك أن إبرام هذه الاتفاقية كان من العوامل الرئيسة التي دفعت بريطانيا إلى إبرام معاهدة الحماية مع أمير الكويت؛ لأن هذا الخط الحديدي سيقطع الطرق البرية البريطانية إلى الهند التي حرصت على أن لا تقع في أيدي دولة منافسة لها. فقد كانت بريطانيا تسيطر على جميع الطرق البحرية الموصلة إلى الهند، أي تلك التي تحاذي أفريقيا وتمر برأس الرجاء الصالح، وتلك التي تمر بقناة السويس عبر البحر الأحمر والمحيط الهندي، وبقي الطريق البري تحت السيطرة العثمانية، غير أن بريطانيا قررت أن تسيطر عليها، مهما طال الزمن. الاتصالات الأولى قبل الحرب: في ظل هذا التنافس الدولي الشديد نجح الأمير عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في استعادة ملك أبيه وأجداده في نجد سنة 1319هـ/ 1902م، وسعى منذئذ إلى استعادة بقية المناطق التي كانت تؤلف أجزاءً من الدولة السعودية الثانية. ولعلمه بعلاقة الشيخ مبارك ببريطانيا ومساعدتها له للوقوف في وجه والي البصرة العثماني، سعى الأمير السعودي إلى الاتصال بالبريطانيين لعقد تحالف معهم(5). غير أن حكومة الأحرار البريطانية برئاسة آرثر جيمس بلفور Arthur James Balfour 1320– 1323هـ/1902– 1905م حرصت على الحفاظ على الدولة العثمانية لتكون دولة واقية بين الدول المتنافسة وإمبراطورية الهند، وحماية ممتلكاتها الأوربية. أما حكومة الهند البريطانية فكان لها رأي مختلف. فقد رأت أن من الضرورة إقامة علاقات ودية مع الشيوخ والأمراء على ضفتي الخليج الذين كانوا على خلاف مع السلطان العثماني. وقام اللورد كيرزون Lord Curzon، نائب الملك في الهند، بزيارة منطقة الخليج العربي في رجب 1321 هـ/ تشرين الثاني (نوفمبر) 1903م، على رأس أسطول بريطاني. فكانت هذه الزيارة بمثابة مظاهرة بحرية لتوكيد اهتمام بريطانيا بالخليج. ولكن حكومة الأحرار حذرت حكومة الهند من القيام بأي اتصالات مع نجد قبل أخذ الموافقة المسبقة على ذلك. وبعث وزير الهند في لندن برودريك Brodrick ببرقية إلى نائب الملك في الهند وبموافقـــة وزير الخارجية البريطاني اللورد لانسداون Lord Lansdowne في 20 ذي القعدة 1321 هـ/ 8 فبراير 1904م جاء فيها ما يأتي: "يجب الحصول على الموافقة المسبقة من حكومة صاحب الجلالة قبل القيام بأي خطوة للدخول في علاقات وثيقة مع نجد أو إرسال معتمدين إليها"(6). وطلبت حكومة الهند من لندن السماح لها بإرسال وكيل سياسي أو معتمد إلى الرياض في ذي الحجة 1321 هـ/ شباط (فبراير) 1904م، للحصول على معلومات بشأن ما يجري هناك. وكان رد لندن: أن لا جدوى من إرسال مبعوث خاص إلى الرياض. وفي 1323 هـ/ كانون الأول (ديسمبر) 1904م تلقت حكومة الهند من لندن تعليمات تقول: "ينبغي أن يكون مفهوماً وواضحاً أن نفوذ حكومة جلالته ومصلحتها يقتصران على خط الساحل في شرق الجزيرة العربية، ويجب أن لا تتخذ أية تدابير أو تعهدات شفوية يمكن أن تربطها، ولو بصورة غير مباشرة، بالحروب القبلية القائمة حالياً في الداخل" . وفي هذا إشارة إلى النزاع الذي كان قائماً بين آل سعود وآل رشيد في نجد. وحظرت وزارة الخارجية البريطانية على موظفيها السفر إلى وسط الجزيرة العربية سنة 1322 هـ/ 1904م، وأكدت ذلك في رمضان 1324 هـ/ تشرين الثاني (نوفمبر) 1906م وفي صفر 1325 هـ/ نيسان (أبريل) 1907م.(7) وشعر نائب الملك في الهند أن تطور الأحداث في قلب الجزيرة العربية قد يشكل خطراً على الوضع البريطاني في سواحلها. وكانت الكويت برج المراقبة الذي منه تطل بريطانيا على تلك الأحداث. وقد عين الكولونيل س.ج نوكس Lieutenant–Colonel Knox معتمداً سياسياً بريطانياً في الكويت سنة 1322 هـ/ 1904م، وتلقى تعليمات واضحة بشأن ما يجري في داخل الجزيرة العربية: "راقب دون أن تتدخل ".(8) وفي ربيع الآخر 1327 هـ/ نيسان (أبريل) 1909م حل الكابتن ويليام هنري إرفين شكسبير Captain William Henry Irvine Shakespeare محل نوكس في الكويت. وحال تسلمه عمله بدأ رحلاته وجولاته في داخل الجزيرة العربية. فاجتاز صحراء الدهناء التي استعصت على الرحالة الغربيين، وقضى سنة كاملة حتى استطاع أن يقابل الأمير عبدالعزيز آل سعود.وبينما كلف شكسبير بالاتصال بالأمير السعودي كلف الملازم جيرارد إيفيلين ليتشمانGerard Evelyn Leachman، الموظف في المعتمدية البريطانية في بغداد بالقيام برحلة إلى حائل لمقابلة ابن رشيد فيها. وقد بدأ رحلته في الأول من صفر 1328 هـ/ 13/2/1910م يرافقه الشيخ ماجد بن عجيل، صهر أمير حائل. غير أن ليتشمان لم يتمكن من زيارة حائل بسبب اعتراض زامل بن سبهان، الوصي على أمير حائل، للقافلة وإعادتها إلى بغداد في 3 ربيع الأول 1328 هـ/25/3/1910م.(9) جمع شكسبير معلومات وافية عن الأمير عبدالعزيز آل سعود وعن أسرته. وأعجب شكسبير بالأمير السعودي أيما إعجاب، وكتب عنه ما يأتي: "عبدالعزيز رجل واسع الأفق ومستقيم الخلق، معروف بالشهامة والكرم وعدم الاكتراث بصغائر الأمور…" (10). وتجمعت في الوقت نفسه، لدى ضباط الاستخبارات البريطانيين في دمشق خلال عامي 1327و1328هـ/1910و1911م معلومات عن الضباط العرب في الجيش العثماني الخامس المرابط في سورية، ولا سيما أعضاء جمعية العهد السرية منهم. وقابل الضباط الإنجليز نيوكمب NewCombe وميرفي Murphy وبـــــــــرايBray عدداً من الضباط العرب من أعضاء هذه الجمعية الذين أعلموهم أنهم يعدون لثورة مسلحة، وأنهم يتطلعون إلى مساعدة بريطانيا للتخلص من الحكم التركي. وقد وصلت تقارير من هؤلاء الضباط البريطانيين إلى دائرة الاستخبارات العسكرية في القاهرة ودائرتي الاستخبارات العسكرية العامة في لندن وسملا في الهند سنة 1329 هـ/1911م. وجاء في هذه التقارير أن الضباط العرب قرروا الاتصال بالأمير عبدالعزيز آل سعود ليقود ثورتهم، وأن البصرة ستكون نقطة انطلاقها. ووردت برقية إلى وزارة الخارجية في لندن في 29 جمادى الأولى 1329 هـ/29/5/1911م بشأن رأي شكسبير في الوضع في وسط الجزيرة العربية، ووصفه بالتوتر الشديد ضد الأتراك وقد يدفع القبائل العربية فيها إلى الثورة عليهم.(11) وأثناء لقاء شكسبير بالأمير عبدالعزيز في 5 ربيع الأول 1329 هـ/ 7/3/1911م، أعرب الأمير عن رغبته في التحالف مع بريطانيا وفي وجود وكيل سياسي بريطاني في الرياض. وتحدث بمرارة عن الاحتلال العثماني للأحساء. وأعرب الأمير لأول مرة عن النية لتنسيق الجهود بين الأمراء العرب للثورة على الأتراك. أما شكسبير فقد أكد للأمير السعودي أن حكومته ملتزمة بالاعتراف بسلطة الدولة العثمانية في نجد. وكان شكسبير أول الضباط البريطانيين الذي كتب في تقاريره السياسية عن احتمال قيام ثورة بين العرب ضـــد الأتراك. تلقت وزارة الخارجية البريطانية تقرير شكسبير في جمـــادى الآخرة 1329هـ/ حزيران (يونيو) 1911م. وجاء في تعليق عليه مؤرخ في 8 جمادى الآخرة 1329هـ/ 7/6/1911م ما يأتي: "من الصعب علينا في الوقت الحاضر الإفادة من عروض الأمير السعودي والتحالف معه ضد الأتراك".(12) كان شكسبير يرى ضرورة عقد معاهدة بين الأمير السعودي وبريطانيا تعترف بسيادة العثمانيين الاسمية على نجد وتعطي حكومة الهند حق التدخل السياسي في شؤون شبه الجزيرة العربية. وكان المقيم البريطاني في بوشهر بيرسي كوكس يؤيده في هذا الرأي، ويرى أيضاً أن إهمال شبه الجزيرة العربية سوف يؤدي إلى إخلال في التوازن بين حكامها (ابن سعود وابن رشيد والشريف حسين) ، وهذا يهدد المصالح البريطانية. ولم يكن كوكس يثق بالشريف حسين أو بابن رشيد.(13) كان عام 1329 هـ/1911م من الأعوام المهمة في تاريخ السياسة البريطانية في المشرق العربي. ففي 2 رمضان 1329هـ/ 28/9/1911م تولى الماريشال كيتشنر Field–Marshall H.H. Kitchener ، القائد العام للقوات البريطانية في الهند، منصب المندوب السامي البريطاني في القاهرة، خلفا لألدن غورست Eldon Gorst وبقي في هذا المنصب ثلاث سنوات.(14) وفي أواخر العام المذكور حاول الملازم ليتشمان الوصول إلى الرياض عن طريق الكويت، غير أن الشيخ مبارك الصباح ألقى القبض عليه وأعاده إلى الكويت.(15) وفي هذه الأثناء حاول الرحالة الدنمركي باركلي راونكيارBarclay Raunkiaer من الجمعية الجغرافية الملكية الدنمركية The Royal Danish Geographical Society في كوبنهاجن السفر من الكويت إلى بريدة فالرياض، فوصل إليها في 7 ربيع الأول 1330 هـ/ 28/3/1912م، حيث قابل الإمام عبدالرحمن بن فيصل آل سعود، والد الأمير عبدالعزيز، الذي كان آنذاك خارج العاصمة في حملة عسكرية. بحث الرحالة الدنمركي مع الإمام عبدالرحمن علاقة الشيخ مبارك الصباح بالإنجليز والعثمانيين ومخططاتهم في شبه جزيرة العرب، والغزو الإيطالي لطرابلس الغرب، والعدوان الإيطالي على اليمن. وعاد راونكيار إلى بلاده في جمادى الآخرة 1330 هـ/ حزيران (يونيو) 1912م. وكان يعمل لحساب الألمان.(16) واشتد النشاط الاستخباري في نجد، ففي شوال 1330 هـ/ تشرين الأول (أكتوبر) 1912م، تلقى المقيم البريطاني في بوشهر طلباً من الملازم ليتشمان للسماح له بالذهاب إلى نجد. ولكنه رفض طلب ليتشمان. فما كان من الأخير إلا أن حصل على إذن برحلته هذه من وزارة الحربية في لندن. وكان قد وصل إلى بيروت في 3 شوال 1330 هـ/ 17/10/1912م ، ومنها انتقل إلى دمشق حيث أخذ معه محمد البسام العقيلي دليلاً لرحلته. وصل ليتشمان إلى الرياض في نهاية سنة 1331 هـ بداية سنة 1913م، حيث قابل الأمير عبدالعزيز الذي رحب به وأكرمه، ودار بينهما حديث بشأن حرب البلقان. كما استقبل الإمام عبدالرحمن ليتشمان. وتمكن الأخير من وضع خريطة مفصلة لمنطقة القصيم خلال هذه الرحلة.(17) وقام شكسبير برحلته الثانية لمقابلة الأمير عبدالعزيز في 2 ربيع الأول 1331هـ/13/3/1913م، فالتقى به في الخفس في 9 ربيع الأول 1331هـ/30/3/1913م. وغادر إلى الكويت فبلغها في 10 ربيع الآخر 1331هـ/20/4/1913م ، وفي أعقاب هذه الزيارة تحركت قوات الأمير عبدالعزيز من الرياض في 29 ربيع الآخر 1331 هـ/9/5/1913م نحو الساحل، فاستعادت الهفوف والقطيف ، وأتمت استعادة ساحل الأحساء كله مع نهاية جمادى الأولى 1331 هـ/ أيار (مايو) 1913م . وعين عبدالله بن جلوي أميراً عليها .(18) وبذلك أصبحت المنطقة الممتدة من الكويت إلى قطر تحت حكم الأمير السعودي . وقام الأمير بإبلاغ والي البصرة العثماني أنه مازال على ولائه للباب العالي، وأنه قام بعمله هذا بسبب سوء الإدارة في الأحساء ورغبته في استعادة المنطقة تحت حكمه. كان من نتائج استعادة الأحساء وضمها للإمارة السعودية أن ذاع صيت الأمير عبدالعزيز في شبه الجزيرة العربية، ونظر إليه شيوخها وأمراؤها بإعجاب وتقدير،مثلما أثار اهتمام قادة الحركة العربية في بلاد الشام والعراق، وبدأت شخصية هذا الزعيم العربي تسحرهم. ولذا لم يترددوا في الاتصال به وعرض مشروعهم السياسي عليه. ويقوم هذا المشروع على الثورة على الأتراك. وقد عرضوا على الأمير السعودي أن يتولى قيادة ثورتهم. وأخبروه أنهم تفاوضوا مع الشيخ مبارك الصباح في الكويت والشريف حسين بن علي أمير مكة. واستمع الأمير السعودي إلى محدثيه باهتمام، ولكنه رأى في المشروع مغامرة محفوفة بالمخاطر من المتعذر نجاحها في المدى المنظور. وخشي أن يلقي ببلاده في هذه المغامرة المجهولة العواقب. لقد كان هدفه يختلف عن أهدافهم. فهو يسعى إلى انتزاع الجزيرة العربية بوضعها القبلي وتوحيدها بعد أن يخلصها من الفوضى والمنازعات. كان توحيد إمارته وتنظيمها يحتلان المقام الأول في أولوياته، لكونها القاعدة الصلبة التي ينطلق منها إلى توحيد شبه الجزيرة العربية. ولذلك اعتذر الأمير عبدالعزيز للوفد الذي قابله من جمعية العربية الفتاة (19) . وعلى صعيد آخر وصلت إلى دمشق، في بداية 1332هـ / نهاية سنة 1913م جرترود بل Gertrude Bell الموظفة في الاستخبارات البريطانية، وقد كلفتها وزارة الخارجية البريطانية بزيارة حائل للاطلاع علـى حقيقـة الأوضاع فيها. وحصل السفير البريطاني في الآستانة السير لويس مالتSir Lewis Mallet على موافقة الباب العالي على رحلتها هذه. وانطلقت الآنسة بل من دمشق في 30 المحرم 1331هـ/10/2/1913م، ووصلت إلى حائل في 27 ربيع الأول 1332هـ/24/2/1914م بعد أن مرت بمواقع وقرى عديدة. وقد ألقي القبض عليها في ديوان آل رشيد وسجنت لمدة أسبوعين مع الحريم بسبب شك آل رشيد في مهمتها. ولم تتمكن من مقابلة أمير حائل بسبب وجوده في الغزو خارج عاصمته (20) . واشتد الخلاف بين حكومة الهند والحكومة البريطانية في لندن بشأن التدخل في وسط الجزيرة العربية. فقد قررت حكومة الهند أن ترسل الميجور بيرسي كوكس والكابتن شكسبير إلى الشيخ مبارك الصباح والأمير عبدالعزيز آل سعود في رجب 1331 هـ/ تموز (يوليو) 1913م، مع اقتراب موعد توقيع اتفاقية بين الحكومتين البريطانية والعثمانية بشأن تحديد العلاقات بينهما. وقد أصر وزير الخارجية البريطاني إدوارد غراي Edward Grey على ضرورة التريث في بعثة كوكس و شكسبير حتى توقيع الاتفاقية المذكورة. وكان الأمير عبدالعزيز يلح على المعتمد البريطاني في الكويت بضرورة إخراج الحامية العثمانية من قطر لما تشكله من خطر على الأحساء. وجاء رد وزير الخارجية البريطاني في شوال 1331هـ/ تشرين الأول (أكتوبر) 1913م بأنه لا يرى ضرورة لسحب القوات العثمانية من قطر . وفي 26 ذي الحجة 1331هـ/4/11/1913م أرسل السفير البريطاني في الآستانة برقية إلى وزير الخارجية البريطاني يبلغه أن العثمانيين على وشك القبول بالهزيمة والاعتراف بالأمير السعودي متصرفاً على نجد . هذا وكانت الحكومتان البريطانية والعثمانية قد أبرمتا في تموز (يوليو) اتفاقاً (The Anglo-Turkish Convention) سوى المسائل العالقة بين الدولتين . وفيما يتعلق بشبه جزيرة العرب رسم خط يصل بين قاعدة شبه جزيرة قطر ومحمية عدن واليمن، بحيث عدت المناطق الواقعة شمال هذا الخط تحت السيادة العثمانية، وهي تشمل نجد والأحساء . وبناء على هذا الاتفاق أصدر وزير الخارجية إدوارد غراي تعميماً إلى كوكس والعاملين تحت إمرته يحظر عليهم القيام بأي اتصال مع الأمير السعودي إلا عند الضرورة القصوى، كما يحظر عليهم الاتصال بأي شيخ أو أمير عربي ليس لبريطانيا معه معاهدة تحالف .(21) واستناداً إلى هذه المعاهدة، اتصلت الحكومة العثمانية بالأمير السعودي لتنظيم العلاقة معه. ومارست عليه ضغوطها لإبرام اتفاق معه . ووقع اتفاق بين الطرفين في جمادى الأولى 1332هـ/ أيار (مايو) 1914م نص على اعتراف الدولة العثمانية بالأمير تابعاً لها، وصدر فرمان من السلطان بتعيينه متصرفاً على نجد والأحساء مقابل السماح بوجود حامية عثمانية صغيرة على ساحل الأحساء والامتناع عن إبرام أي معاهدة أو اتفاق مع الدول الأجنبية .(22) وفي بداية صفر 1332هـ/ كانون الثاني (يناير) 1914م ، كان على شكسبير أن يسلم الوكالة السياسية البريطانية في الكويت إلى خلفه الكولونيل غراي Colonel Grey ، وكلف كوكس كلا من شكسبير والميجور تريفور Major Trevor المعتمد السياسي في البحرين بمهمة إقناع الأمير السعودي بقبول شروط الاتفاق البريطاني – العثماني المبرم في رجب 1331هـ/ تموز (يوليو) 1913م . وقام المبعوثان البريطانيان بمهمتهما بنجاح .(23) وفي 11 صفر 1332 هـ/ 19/1/1914م سلم شكسبير أوراق الوكالة السياسية وملفاتها وموجوداتها في الكويت إلى غراي، واتجه نحو الرياض لمقابلة الأمير عبدالعزيـــز، فبلغها في9 ربيع الأول1332 هـ/ 9/3/1914م ، والتقى الأمير في اليـــوم التالي . كما التقى الإمام عبدالرحمن بن فيصل الأميرين سعد وعبدالله آل سعود . كان لدى الأمير عبدالعزيز شعور بأن الأتراك والإنجليز قد اتفقوا على تجريده من استقلاله في نجد . وقد سعى شكسبير إلى إزالة هذا الشعور . كانت اجتماعاته بالأمير السعودي تتم في منزل سكرتير الأمير، وكان يحضرها المعنيون بالأمور السرية ، وهم بالإضافة إلى الأمير عبدالعزيز: عبدالله بن جلوي والأمير فيصل بن حمود آل رشيد المطالب بإمارة حائل والأميران سعد وعبدالله آل سعود ، والسكرتير الخاص للأمير . وتركزت المباحثات بخصوص تسوية النزاع على إمارة شمر في حائل ودعم المطالب بعرش الإمارة الأمير فيصل بن حمود . (24) غادر شكسبير الرياض في الأسبوع الثاني من ربيع الأول 1332هـ/ آذار (مارس) 1914م ، وبرفقة الأمير السعودي متجها نحو بريدة . وقرر المرور بحائل ويتجه منها إلى مصر . وكان قد حصل على رسالة من الشيخ مبارك الصباح إلى الأمير سعود بن عبدالعزيز آل رشيد يوصيه بمساعدة شكسبير لشراء بعض الخيل .(25) وصل شكسبير إلى القاهرة في 28 جمادى الأولى 1332هـ/26/5/1914م ، وقابل المندوب السامي البريطاني كيتشنر والسردار وينجت Sirdar Wingate فوجدهما أكثر ميلاً إلى الشريف حسين بن علي، أمير مكة، ويبالغان في الحديث عن نفوذه بين العرب .(26) ولعل من الأهمية بمكان أن نلقي ضوءاً على تقرير شكسبير الذي أعده في لندن وقدمه إلى وزارة الهند فيهاThe Indian office في 27 رجب 1332هـ/ 26/6/1914م . يقول شكسبير : إنه أقام علاقة خاصة وحميمة مع الأمير عبدالعزيز بحيث أطلعه الأمير على مراسلاته السرية مع الزعماء العرب مثل : السيد محمد الإدريسي والإمام يحيى ونوري الشعلان شيخ عشيرة الرولة، وهي عشيرة كبيرة من قبيلة عنزة . وجاء في التقرير أيضاً أن العاهل السعودي قد علم بخطط العثمانيين لإعادة احتلال الأحساء . وأشار إلى احتمال تحالف الأمير السعودي وشريف مكة والوصي على أمير حائل (زامل السبهان) وأمير عسير وإمام اليمن . وعد شكسبير مثل هذا التحالف تهديداً لتوازن القوى في شبه جزيرة العرب. وهو التوازن الذي ضمنه الاتفاق العثماني– البريطاني لسنة 1331هـ/1913م . وأشاد شكسبير بالعاهل السعودي وبقدرته العسكرية مؤكداً أن ليس له أية نوايا عدوانية، وأنه ملتزم بعدم التعاون مع العثمانيين، وأنه شديد القلق من موقف بريطانيا في حال قيام العثمانيين بمحاولات لاستعادة الأحساء . وخلص في تقريره إلى ما يأتي : " إني مقتنع أن الأساليب التركية الحالية في الجزيرة العربية إذا ما استمرت ستنتهي بكارثة . فليس لدى تركيا القوة لإكراه الجزيرة العربية على الطاعة . وإذا استمرت الأمور كما هي عليه الآن فقد تؤدي إلى احتمال تجمع كل القبائل العربية وطرد القوات والموظفين الأتراك... وقيام الجزيرة العربية الموحدة على شكل اتحاد كونفدرالي فضفاض على رأسه ابن سعود " (27) . الحرب العالمية الأولى والسياسة البريطانية في المشرق العربي : اندلعت الحرب العالمية الأولى، أول الأمر، بين النمسا وروسيا، وانضمت ألمانيا للأولى على حين انضمت فرنسا وبريطانيا للثانية . وكان سفير بريطانيا في الآستانة يسعى إلى المصادقة على الاتفاق البريطاني العثماني لعام 1331هـ/1913م ، كي يضمن حياد الدولة العثمانية مقابل دعم بريطانيا لها في ممتلكاتها الآسيوية . ولكن حكومة الاتحاد والترقي العثمانية أبرمت تحالفاً سرياً مع ألمانيا في 9 رمضان 1332هـ/2/8/1914م تضمن إلزام الدولة العثمانية بالعمل العسكري ضد روسيا . وكان من نتائج هذا التحالف أن سعت ألمانيا إلى توريط الدولة العثمانية بالحرب لتخفيف الضغوط على قواتها المقاتلة في الجبهات الأوربية . ونتيجة لهذا التورط أعلنت روسيا الحرب على الدولة العثمانية في 13 ذي الحجة 1332 هـ/ 2/11/1914م . وبعد ذلك بيومين أعلنت بريطانيا وفرنسا الحرب أيضاً،وفي 5 المحرم 1333هـ/24/11/1914م عين القائد الألماني الماريشال فرايهرفون ديرغولتس Field – Marshall Freiherr von der Goltz قائداً أعلى للقوات العثمانية – الألمانية في العراق، على حين عين الجنرال الألماني ليمان فون ساندرس General Liman Von Sanders قائدا عاما للقوات العثمانية في بلاد الشام (28). أدى نشوب الحرب العالمية إلى تغيرات جذرية في السياسة الدولية وفي ولاءات القوى السياسية وعلاقاتها في المشرق العربي. فقد تحررت بريطانيا من سياستها التقليدية نحو الدولة العثمانية القائمة على وحدة ترابها، واتجهت تبحث عن حلفاء جدد في المنطقة . وعلى صعيد شبه الجزيرة العربية، كانت القوى السياسية الرئيسة على الساحة هي : الأمير عبدالعزيز آل سعود في نجد، والأمير سعود بن عبدالعزيز آل رشيد في جبل شمر، والشريف حسين بن علي أمير مكة في الحجاز والأمير محمد بن علي الإدريسي في عسير ، والإمام يحيى حميد الدين في اليمن. وكان الوجود البريطاني حاضراً في السواحل الممتدة من عدن إلى الكويت، مثلما كان الوجود العسكري العثماني قائماً في الحجاز. جاءت الحرب العالمية الأولى مفاجئة لهذه القوى السياسية العربية فالأمير عبدالعزيز آل سعود الذي أشغلته أحداث وسط الجزيرة فاجأته الحرب. واعتقد أول الأمر أن دخول الدولة العثمانية الحرب يخدم أهدافه لا سيما وقد أصبحت بريطانيا في مواجهة العثمانيين علناً . ولكن هل تقف بريطانيا موقف المتفرج لو فكر بتوسيع إمارته؟ وعاد عبدالعزيز من الكويت إلى الرياض قلقاً ومحبطاً . وأدرك شيئاً جديداً من رحلته وهو أن "لا يثق بالشيخ مبارك، وأن عهد المحبة بينهما قد مضى . " ولم يعد بالإمكان الاعتماد على نصيحته ومشورته في الأمور الداخلية والخارجية . وسياسة الحياد التي سمعها من مبارك تعني أن يبقى وحيداً، وأن يعرض نفسه لأطماع جيرانه دون دفاع . والأمراء المحيطون بنجد يدركون ذلك جيداً . ولكن هل يسارع وينحاز إلى أحد المعسكرين المتحاربين ؟ ولكن من سيربح الحرب : الأتراك أم الإنجليز ؟ هذا هو جوهر القضية. في هذه المرحلة المبكرة من الحرب من الصعب جداً معرفة الجواب عن هذا السؤال . فالأتراك يمثلون الدولة الأقرب والأخطر . فهم حلفاء الألمان الأغنياء والأقوياء . ولكنهم الأعداء الظاهرون ! ومهما كانت الوعود التي سيعرضونها عليه فإن نصرهم يعني القضاء على أمله في استعادة شبه الجزيرة العربية منهم . أما الإنجليز فسياستهم أكثر غموضاً . ماذا سيفعلون في الجزيرة العربية إذا انتصروا في الحرب ؟ وما نواياهم الحقيقية نحوه ؟ لقد تغيرت نظرة البريطانيين إلى عبدالعزيز بعد نشوب الحرب . فهو يسيطر على جزء كبير من ساحل الخليج، وقد أصبح قوة لا بد من أخذها في الحسبان(29) . وعلى أثر إعلان الحرب كتب الأمير عبدالعزيز رسائل إلى الشريف حسين وابن رشيد وإمام اليمن ومبارك الصباح يدعوهم فيها إلى الاجتماع للمذاكرة والاتفاق قال فيها : "علنا ننقذ العرب من أهوالها، ونتحالف ودولة من الدول لصون حقوقنا وعزيز مصالحنا" (30) . واستقبل الأمير السعودي وفداً عثمانياً قدم من المدينة المنورة، وكان من بين أعضائه محمود شكري الألوسي من بغداد – وقدم الوفد عشرة آلاف ليرة عثمانية ذهباً، وطلب من العاهل السعودي الوقوف إلى جانب الدولة العثمانية . فلم يقطع الأمير برأي ، وقال للألوسي : " إنك ترى الأحوال بعينيك، فلا يمكنني مقاومة الإنجليز بعد احتلالهم البصرة، ولا بد من الصبر قليلاً " . وأرسلت الدولة العثمانية وفداً آخر إلى الأمير عبدالعزيز برئاسة طالب باشا النقيب للغرض نفسه، ولكن رئيس الوفد فوجئ باحتلال الإنجليز لبلدته البصرة، فتشفع له العاهل السعودي لدى الإنجليز فسمحوا له بالعودة إلى البصرة . وأرسل الشريف حسين ابنه عبدالله للقاء موفد من الأمير عبدالعزيز، غير أنهما لم يتفقا على شيء. أما ابن رشيد فقد أجاب عن رسالة العاهل السعودي بقوله "إني من رجال الدولة، فأحارب إذا حاربت ، وأصالح إذا صالحت" . واقترح الشيخ مبارك على الأمير السعودي أن يلتقي باللورد هاردنج Lord Hardinge، نائب الملك في الهند الذي كان من المقرر أن يحل بالبصرة وأن يفاوضه . ولم يجب إمام اليمن عن رسالة العاهل السعودي(31) . وتعاون الشيخ مبارك مع العثمانيين، على الرغم من معاهدة الحماية الكويتية–البريطانية لسنة 1317هـ/1899م . وسير قوات من قبيلة شمر نحو الرياض للحيلولة دون عقد تحالف سعودي– بريطاني. وضمت هذه الحملة فرساناً من شمر وقوات نظامية عثمانية ترافقها المدافع.(32) وكذلك فعل أمير حائل الذي أعلن تعاونه مع الدولة العثمانية . ودخل الشريف حسين في مفاوضات سرية مع المندوب السامي البريطاني في القاهرة بهدف التحالف مع بريطانيا للثورة على الأتراك وتخليص آسيا العربية منهم . ووقف أمير عسير وإمام اليمن على الحياد في هذه الحرب . الاتصالات البريطانية مع الأمير عبدالعزيز أثناء الحرب : بلغ لهيب الحرب أطراف شبه جزيرة العرب حينما قررت بريطانيا إرسال حملة عسكرية من الهند إلى البصرة، فاحتلتها، وزحفت شمالاً باتجاه بغداد .(33) ومع بداية العمليات العسكرية في العراق، كلف وزير الهند اللورد كرو Lord Crewe الكابتن شكسبير بمهمة خاصة لدى العاهل السعودي، بحكم صلاته الجيدة معه . واتخذت الترتيبات اللازمة لذلك : وتهدف هذه المهمة الخاصة إلى كسب العاهل السعودي إلى جانب بريطانيا ، وتسليح قواته حتى تتمكن من التصدي لقوات ابن رشيد حليف العثمانيين عند الحاجة، وبذل الجهد لمنع الأمير السعودي من القيام بأي عمل ضد العثمانيين إلا إذا دخلوا الحرب إلى جانب الألمان والنمساويين . وفوض شكسبير بالتفاوض لعقد معاهدة صداقة مع الأمير السعودي . (34) وبعث وزير الهند ، في الوقت نفسه برقية إلى المقيم البريطاني في بوشهر مؤرخة في 18 ذي القعدة 1332هـ/9/10 /1914م يطلب منه أن يقوم الشيخ مبارك الصباح بإرسال رسالة إلى الأمير عبدالعزيز آل سعود لكسبه إلى جانب بريطانيا . وقد جاء في رسالة الشيخ مبارك دعوة الأمير إلى قراءة رسالة المقيم البريطاني المرفقة برسالته بحذر وتفهم . ويذكر أن سبب الحرب هم الألمان الذين يحرضون الأتراك على دخولها، وإذا انتصر هؤلاء تأكدت سيطرة الأتراك على العرب جميعاً . كما يؤكد أن البريطانيين لا يريدون قتال الأتراك، ولكنهم سيفعلون ذلك إذا أعلنوا الحرب على الحلفاء . ويقول أيضاً : إن الأتراك سيذهبون وسيحكم الإنجليز بلاد الترك "عقابا من الله لهم على سوء معاملتهم للعرب ". وينصح مبارك الأمير عبدالعزيز بتلبية رغبة بريطانيا ؛ لأن في ذلك "مصلحتنا" . ويبلغه أيضاً أن شكسبير سيصل إلى البحرين في 26 ذي الحجة 1332هـ/15/11/1914هـ، ويطلب التعاون معه، وقد رد الأمير السعودي على هذه الرسالة مؤكداً متانة العلاقة التي تربطه بأمير الكويت وقبوله وجهة نظره. هذا وقد أَطلع الشيخ مبارك المعتمد البريطاني في الكويت غراي على هذا الرد في 21 ذي القعدة 1332هـ/12/10/1914هـ ، فأبرق الأخير إلى المقيم البريطاني الجديد في بوشهر(نوكس) يقول : "ابن سعود معنا" . وتلقى الأمير السعودي رسالة من الشيخ مبارك في 15 ذي الحجة 1332هـ/5/11/1914م يبلغه فيها بأن بريطانيا والدولة العثمانية دخلتا الحرب(35) . مارست الدولة العثمانية ضغوطاً شديدة على جميع القادة العرب لمساندتها وتلبية دعوة الجهاد التي أعلنها السلطان العثماني دفاعاً عن الإسلام، ووعدتهم بتقديم المال والسلاح . ولما طلبت الحكومة العثمانية من الأمير السعودي إرسال المقاتلين للدفاع عن البصرة لم يستجب لطلبها . كما أن الموظفين العثمانيين فوجئوا عند وصولهم إلى حائل بأن جميع القادرين على حمل السلاح قد غادروا إلى الصحراء . وامتنع شريف مكة عن إعلان الجهاد في الحجاز والاستجابة لطلب الحكومة العثمانية .(36) لقد شعر القادة العرب أن دخول الدولة العثمانية الحرب ليس في صالحها ولا في صالحهم، ويعرض بلادهم للحصار والاعتداء من جانب الحلفاء . أما بشأن النشاط السياسي البريطاني في نجد فقد وصل شكسبير إلى الكويت في 18 المحرم 1333هـ/7/12/1914م . وقبل أن يتوجه إلى الرياض قابل بيرسي كوكس الذي أصبح يحمل لقب كبير الضباط السياسيين للحملة الهندية (د) Chief Political Officer with the Indian Expedition Force (D) والجنرال السير آرثر باريت General Sir Arthur Barrett في القيادة العامة للحملة . وقد بحث الثلاثة موضوع اجتماع شكسبير المقبل مع الأمير عبدالعزيز . ورأى كوكس وباريت أن زيارة الأمير السعودي غير مستعجلة، وأن من الأفضل الانتظار في الكويت حتى يصل نائب الملك في الهنـــد إليها في صفر 1333هـ/ كانــــون الأول (ديسمبر) 1914م ، وقد رفض شكسبير هذه الفكرة، ورأى ضرورة مقابلة الأمير السعودي في اقرب وقت ممكــــن(37) . انطلق شكسبير نحو الباطن في 23 المحرم 1333هـ/12/12/1914م ، وبلغ مخيم الأمير السعودي قرب المجمعة في 12 صفر 1333هـ/31/12/1914م . ووجد أن العاهل السعودي قلق ، ويعتقد أن الإنجليز قد تخلوا عنه وخدعوه، مثلما تخلى عنه صديقه الشيخ مبارك . سعى شكسبير إلى تهدئة خواطر الأمير ، وأكد له أن له أصدقاء في الحكومة البريطانية، وأنه وكوكس منهم . وذكر شكسبير في تقريره المؤرخ في 16 صفر1333هـ/ 4/1/1915م عن هذا اللقاء سوء تصرف الكولونيل غراي، المعتمد البريطاني في الكويت عند لقائه بالعاهل السعودي في جمادى الأولى 1332هـ/ نيسان (أبريل) 1914م حينما أكد له "أن لا يتوقع أية مساعدة أو مشورة من بريطانيا" . وجاء في هذا التقرير ما يأتي: " كان ابن سعود بعيداً عن الحكومة البريطانية حين وصولي . فعبدالعزيز الممتلئ حماساً ووطنية لبلاده، والمؤمن العميق بدينه، والذي لديه الرغبة القوية لبذل كل ما في وسعه لكي يحصل لشعبه على السلام الدائم والاستقرار، يجد نفسه الآن في وضع صعب. إنه يثق بالحكومة البريطانية دون غيرها . ويطلب منه الآن أن يشن حرباً على أشد أعدائه قوة وشراسة، ويقف إلى جانب دولة كانت قد قالت له قبل ستة أشهر : إنها لن تقف إلى جانبه، وتركته وحيداً في مواجهة الأتراك، ومع ذلك استطاع أن يمنع ابن رشيد عن كل نشاط معاد لبريطانيا، ودون أن يأمل في مساعدة الحكومة البريطانية، فضرب بموقفه هذا مثالاً متميزاً في العالم العربي" (38) . المعاهدة السعودية البريطانية : بدأ شكسبير يزيل من نفس الأمير السعودي ما علق بها من شكوك تجاه بريطانيا . وأعد صياغة معاهدة معه على نمط معاهدات الحماية التي أبرمتها بريطانيا مع إمارات الخليج ومشيخاته . وكان يناقشه في نصوصها الأمير نفسه وعبدالله بن جلوي . وانتهى من صياغتها في صفر 1333هـ / كانون الثاني (يناير) 1915م . وحملها موفدٌ إلى كوكس في البصرة مع رسالة من شكسبير تبين فوائد المعاهدة لبريطانيا . وصل الموفد إلى كوكس في 10/1/1915م . وفي اليوم التالي كتب كوكس إلى حكومته رسالة لتفويضه بعقد المعاهدة مع العاهل السعودي .(39) رافق شكسبير الأمير السعودي في حملة عسكرية لمواجهة جيش ابن رشيد الذي توغل في الأراضي السعودية . ولما بلغت الحملة السعودية بلدة الزلفي طلب الأمير السعودي من شكسبير أن يبقى في الزلفي لضمان سلامته، غير أنه رفض وأصر على مرافقة الحملة . والتقى الجيشان السعودي والرشيدي في موقع جراب في 7 ربيع الأول 1333هـ/ 24/1/1915م ، وقد قتل شكسبير أثناء المعركة . وكان لمقتله أثر كبير في مسيرة العلاقات السعودية البريطانية (40) . كـــان وضع الأمير السعـــــودي حرجاً بعد هذه المعركة، وكان ألواز موزيـــل Alois Musil العميل الألماني قد كتب إلى الأمير السعودي رسالة وأخرى إلى والده الإمام عبدالرحمن يرجوهما عقد الصلح مع ابن رشيد . وقد وقعت الرسالتان في أيدي بعض شيوخ القبائل ، ووصلت إلى الأمير السعودي ، وهو في مربط الفرس، بعد معركة جراب بقليل . كما كان وضع ابن رشيد سيئاً، فقد قتل معظم أفراد أسرته ، ولم يبق منهم سوى اثنين . وانفضت عنه القبائل الشمرية ، والتحقت بالأمير السعودي وبالأمير فيصل بن حمود آل رشيد المتعاون معه والمطالب بالعرش في حائل (41) . لقد تأخر توقيع المعاهدة السعودية–البريطانية إلى نهاية سنة1333هـ/ 1915م. فقد قام بيرسي كوكس بزيارة العقير على ساحل الأحساء حيث التقى الأمير عبدالعزيز ووقعا المعاهدة في 18 صفر 1334هـ/26/12/1915م في جزيرة دارين المواجهة للقطيف .(42) وسواء كان السبب في تأخير توقيعها الأمير السعودي بسبب عدم وضوح الموقف الحربي بين الأطراف المتنازعة في الحرب العالمية الأولى والهزائم التي لحقت بالقوات البريطانية في كوت العمارة أو في جبهة الدردنيل، أم كان السبب وزير الهند الجديد أوستن تشمبرلين Austin Chamberlain الذي انتقد المعاهدة، فمن المؤكد أنها لم ترض الطرفين الموقعين عليها . لقد نصت المعاهدة على اعتراف بريطانيا بنجد والأحساء والقطيف والجبيل وتوابعها من أراض وموانئ " بلاد ابن سعود وأجداده من قبله"، كما اعترفت بالأمير عبدالعزيز حاكماً مستقلاً عليها وزعيماً على قبائلها، هو وأبناؤه وخلفهم من بعده بالوراثة، شريطة أن لا يكون هؤلاء معادين للحكومة البريطانية. وتعهدت الحكومة البريطانية بمساعدة الأمير السعودي وحماية مصالحه وبلاده ضد أي عدوان من أي دولة أجنبية . وتعهد الأمير بالمقابل بالامتناع عن أي عدوان أو تدخل في أراضي الكويت والبحرين وقطر والساحل العماني المتصالح التي لها علاقات تعاهدية مع الحكومة البريطانية . وتعهد الأمير أيضاً أن لا يقوم بالمراسلات أو أن يعقد اتفاقا أو معاهدة مع أي دولة أجنبية، وأن لا يتنازل أو يبيع أو يرهن أو يؤجر أو يملك من أراضيه أو يمنح امتيازات فيها لأي دولة أجنبية دون موافقة الحكومة البريطانية . ونصت المادة الأخيرة في هذه المعاهدة على اتفاق الطرفين على إبرام معاهدة أخرى تفصيلية تتناول المسائل الدفاعية بينهما . لقد حرمت هذه المعاهدة الأمير السعودي من خيار الوقوف إلى جانب العثمانيين ولكنها لم تلزمه، كما كانت تتمنى حكومة الهند، أن يقف وقوفاً مؤثراً إلى جانب بريطانيا في الحرب . ولم تلزم المعاهدة الحكومة البريطانية بمساعدة الأمير إلا بتقديم عشرين ألف جنيه إسترليني وألف بندقية لمواجهة مشكلاته الداخلية .(43) صحيح أن الشيخ فؤاد حمزة قد وصف هذه المعاهدة في كتابه " في قلب جزيرة العرب " بأنها "معاهدة جائرة سقطت قيمتها قبل إلغائها بسنوات "(44)، وقال عنها حافظ وهبة في كتابه "جزيرة العرب في القرن العشرين": "تجلى في هذه المعاهدة قصر نظر مستشاري ابن سعود بما يجري في العالم والاستفادة من الفرص"(45)، فقد وصفها خالد الفرج أصدق وصف حين قال : "وهي على ما فيها من قيود تحد من استقلال عبدالعزيز، فإنها كانت بحسب الظروف شراً لا بد منه . فالإنجليز لم يكونوا ليعترفوا باحتلال الأحساء والقطيف والجبيل وسائر الساحل بدونها . ولقد كان موقفه بعد وقعة جراب وحروب العجمان لا يساعده على التصلب والعناد ."(46) دور الأمير عبدالعزيز في الحرب : على الرغم من إبرام المعاهدة المذكورة فقد امتنع الأمير عبدالعزيز عن القيام بدور مؤثر في الحرب إلى جانب بريطانيا . كان منشغلاً بإخضاع القبائل المتمردة عليه . ذلك أن معركة جراب شجعت قبائل العجمان في الأحساء على التمرد عليه والتحالف مع أبناء عمه . ولما خسر في معركة واحدة معهم ، وهي المعركة التي قتل فيها أخوه سعد وجرح هو فيها أيضاً تمردت قبائل أخرى . أما حين تمكن من إلحاق الهزيمة بقبائل العجمـــان التي قتل فيها المطالبــــون بالإمارة لجأ العجمان إلى شيخ الكويت الجديد سالم بن مبارك الصباح . وربما كان من أسباب الموقف السلبي للأمير عبدالعزيز من الحرب شعوره بأن الإنجليز قد لا يربحون الحرب، ولا سيما بعد محاصرة قواتهم في كوت العمارة واستسلامها للأتراك في الأشهر الأولى من سنة 1334هـ/1916م . كما كان لإعلان الثورة العربية في 8 رجب 1334هـ/ العاشر من حزيران (يونيو) 1916م على يد الشريف حسين بن علي، مقابل التزام الحكومة البريطانية بمساعدته على استقلال الولايات العربية العثمانية في آسيا، أثر في هذا الموقف السلبي.(47) ورأى الأمير عبدالعزيز أن بريطانيا في علاقتها بالشريف حسين وبه تكيل بمكيالين : فهي تقدم للشريف مساعدات مالية وعسكرية تفوق كثيراً تلك التي تقدمها له . وشعر أن هذه المساعدات ستقلب موازين القوى في شبه الجزيرة العربية ، وتشكل خطراً مميتاً عليه . ومع أنه لم يستطع التخلي عن الإنجليز وتغيير موقفه أثناء الحرب، فلم يكن مستعداً للالتزام بتقديم قوات عسكرية بصورة ترهقه وتساعد أعداءه. طلب البريطانيون من الأمير عبدالعزيز بعد إعلان الشريف حسين الثورة على الأتراك أن يساعد الثورة بهجوم على ابن رشيد في حائل . وجاء في مذكرة من كوكس كبير الضباط السياسيين البريطانيين في العراق موجهة إلى هنري مكماهون Sir Henry MacMahon، المندوب السامي البريطاني في القاهرة، مؤرخة في 15 شوال 1334هـ/15/8/1916م أنه "نصح الأمير عبدالعزيز بالتوصل إلى تفاهم تام مع الشريف حسين وتقديم مساعدة فعالة له إن أمكن " . وقد أبلغه العاهل السعودي أنه تلقى رسائل من الشريف يطلب منه فيها التحالف معه . وقال الأمير لكوكس بأنه على استعداد للدخول في اتفاق مع الشريف شريطة أن يعطيه تعهداً مؤكداً بعدم التدخل في شؤون القبائل التابعة له، إذا كانت بريطانيا تريد هذا التعاون. وشكك الأمير السعودي في نوايا الشريف ، وقال لكوكس : إن نوايا الشريف الحقيقية أن يستعمل بريطانيا ضد تركيا لكي تمنحه الأخيرة استقلالاً تضمنه ألمانيا . غير أن كوكس طلب من العاهل السعودي أن يبقي على التفاهم مع الشريف .(48) والواقع أن الأمير عبدالعزيز استجاب للطلب البريطاني، وكتب إلى الشريف يعرض عليه التعاون مقابل تبادل الضمانات باستقلال كل منهما . غير أن الشريف رفض هذا العرض . وعندها فضل الأمير السعودي أن يبحث الوضع كله مع كوكس . وقد التقيا في العقير في نهاية سنة 1334هـ / 1916م ، وقد أكد كوكس لعبدالعزيز أن استقلاله لا يتعارض مطلقاً مع التزامات بريطانيا نحو الشريف حسين . وقدم له مساعدة شهرية مقدارها خمسة آلاف جنيه ذهب وثلاثة آلاف بندقية وأربعة رشاشات وذخيرة كافية، لكونه سيحتفظ بقوة عسكرية تعدادها أربعة آلاف رجل بصورة دائمة وجاهزة للقتال. دُعي الأمير عبدالعزيز إلى الكويت في المحرم 1335هـ/ تشرين الثاني (نوفمبر) 1916م ليتقلد وسام الفارس KCE من الحكومة البريطانية . وسافر من الكويت إلى البصرة برفقة الشيخ خزعل حيث شاهد القوات المسلحة البريطانية والأسلحة الحديثة التي بحوزتها.(49) وفي أيار (مايو) زار رونالد ستورز Ronald Storrs ، السكرتير الشرقي في دار الانتداب البريطاني في القاهرة بغداد مكلفاً بمهمة إقناع الأمير عبدالعزيز بالهجوم على ابن رشـــيد والقضاء عليـــــه . انطلــــــق ستورز من بغداد في شعبان 1335هـ/حزيران (يونيو) 1917م متجهاً نحو البصرة حيث قابل الكولونيل ويلسون Colonel A.T. Wilson ثم اتجه إلى الكويت حيث التقى الوكيل السياسي البريطاني فيها الكولونيل هاملتون Colonel Hamilton والشيخ خزعل أمير المحمرة . وغادر الكويت إلى الرياض في 17 شعبان 1335هـ/9/6/1917م ، ولكنه عاد بعد يومين من سفره بسبب إصابته بضربة شمس، وبذلك لم يتمكن من تحقيق مهمته . ويبدو أن الثقة كانت مفقودة بين الأمراء العرب في شبه الجزيرة . يذكر الكولونيل ويلسون أنه لما بحث مع الملك حسين في جدة مسألة التعاون مع الأمير السعودي في نجد والشريف الإدريسي في عســــير قال له الملك حسين : " لا الإدريســـي ولا ابن سعود يمكن الثقة بهما، وابن رشيد شاب طائش وأسرة الصباح لا يوثق بها والشيخ خزعل فارســـي" (50) . حاولت السلطات البريطانية في القاهرة دعم الثورة العربية ومساندة الهجوم البريطاني المنتظر على فلسطين . وكانت قوات الثورة بقيادة الأمير فيصل بن الحسين قد استولت على العقبة على البحر الأحمر في 10 رمضان 1335هـ/1/7/1917م ، وأخذت تشاغل القوات التركية المرابطة في معان والطفيلة . ولذا حثت القيادة البريطانية في بغداد على الضغط على الأمير السعودي للقيام بعمل عسكري ضد ابن رشيد . واقترحت السلطات البريطانية في بغداد تأليف بعثة مشتركة من القاهرة وبغداد للقيام بمحاولة لتحقيق التفاهم بين الأمير عبدالعزيز والملك حسين. تألفت البعثة من جون فيلبي والجنرال مارشالGeneral Marshall والكولونيل كنليف أون Colonel Cunliffe – Owen والكولونيل هاملتون الوكيل السياسي في الكويت . وقابلت البعثة الأمير السعودي في المحرم 1336هـ/تشرين الثاني (نوفمبر) 1917م . وجاء في تقرير فيلبي عن هذه البعثة أن الأمير عبدالعزيز يشعر بالغبن في معاملة بريطانيا له مقارنة بمعاملتها للشريف حسين، وأنه عازم على رفض رئاسة الملك حسين له . وقد بين هاملتون في تقريره مطالب الأمير السعودي كما يأتي: 1- أن تنهج السلطات البريطانية سياسة واحدة تقوم على الثقة نحوه ونحو الملك حسين. 2- أن تعامله على قدم المساواة مع الملك حسين والاعتراف بسيادته على نجد وتوابعها وبه أميراً عليها . 3- أن تدفع المساعدات التي تقدمها السلطات البريطانية إلى القبائل في وسط الجزيرة العربية بما في ذلك قبائل عنزة وعتيبة ومطير وسبيع وبني هجر وقحطان والدواسر والمناصير وبني مرة وبني عبدالله والسهول والعجمان وشمر وظفير، بوساطته وبوساطة المعتمد البريطاني لديه. 4- أن يعين ممثل دائم للحكومة البريطانية في الرياض يحمل صفة المقيم السياسي . 5- أن تفوض الرقابة على القوافل التجارية القادمة من كربلاء والسماوة والخميسية والزبير والكويت وقطر إلى داخل الجزيرة العربية، للأمير السعودي والمقيم البريطاني لديه . 6- أن تقدم له معونات مالية وعسكرية تتناسب وحجم العمليات العسكرية المنتظر القيام بها. 7- تقديم المساعدة للأمير السعودي لبناء الموانئ في ساحل الأحساء وتنظيم خطوط ملاحية بينها وبين الهند . 8- إبرام معاهدة بين الأمير السعودي والحكومة البريطانية تتضمن هذه المطالب . أما الملك حسين فكان يشعر بالتفوق على الأمير السعودي ، ويرغب في أن يعترف الأخير له بهذا التفوق . والواقع أن طموح الملك حسين تجاوز الحجاز وامتد إلى آسيا العربية بأسرها، على الرغم من عدم اعتراف بريطانيا والحلفاء باللقب الذي حمله "ملك البلاد العربية " ، واكتفت بمخاطبته بـ "ملك الحجاز" . ولم يرغب الملك حسين في تقديم أي التزام أو تعهد إلى الشيوخ والأمراء العرب في شبه الجزيرة العربية قبل انهيار القوات التركية، حتى يستطيع التعامل مع هؤلاء الزعماء من موقع القوة . أما الأمير عبدالعزيز فقد أثر التريث والانتظار متوقعاً أن تنهك الحرب الملك حسين وابن رشيد على حين يبني هو قواته انتظاراً للمعركة القادمة مع خصومه بعد انتهاء الحرب العالمية . وعلى أي حال فقد فشلت هذه البعثة البريطانية في تحقيق هدفها (51) . قررت السلطات البريطانية في بغداد بعد فشل هذه البعثة أن يكون جون فيلبي ممثلاً دائماً لها لدى الأمير عبدالعزيز آل سعود . وكانت مهمته الأساسية الحيلولة دون اندلاع القتال بين آل سعود والملك حسين، وتوجيه أنظار العاهل السعودي لقتال ابن رشيد ، وتشديد الحصار على الأحساء لمنع حركة تهريب الأسلحة والذخائر والمواد التموينية إلى الأتراك وحلفائهم . وقد بحث فيلبي الموضوع الأخير في أول اجتماع له مع الأمير السعودي في منتصف صفر 1336هـ/ بداية كانون الأول (ديسمبر) 1917م . ذكر الأمير عبدالعزيز أن الشيـخ سالـم بن مبـارك الصباح أمير الكويت الجديد وراء عملية التهريب، وأن له صلات بالأتراك، وأن من واجب السلطات البريطانية أن تعالج المشكلة من مصدرها؛ لأنه يتعذر ملاحقة المهربين بعد أن يلوذوا بالصحراء . ودار بين الاثنين حوار صريح بشأن علاقة الأمير بالشيخ سالم التي لم تكن مرضية، واستمرت كذلك طوال سنوات حكمه في الكويت . وكان فيلبي يرى ضرورة إصلاح الخلاف بين الأمير السعودي وجاريه في الشرق : الشيخ سالم الصباح وشيخ العجمان من أجل نجاح الحصار المفروض على الأتراك وحلفائهم . وظل التهريب قائماً ؛ لأن ميناء الكويت كان مفتوحاً على العراق ونجد . وذهب فيلبي بحسب قناعته الشخصية إلى أن أبسط الحلول للخلاف السعودي –الصباحي السماح بضم الكويت إلى نجد لكونها ميناءها الطبعي (52) . وكان من مهمة فيلبي أيضاً الحيلولة دون قيام نزاع مسلح بين الملك حسين والأمير عبدالعزيز، وتشجيع الأخير على القيام بعمليات عسكرية ضد ابن رشيد . يقول فيلبي: إن الهدف الأول كان أسهل بكثير مما توقع، فقد قدم له الأمير عبدالعزيز وعداً صادقاً بالامتناع عن أي عمل ضد الحجاز، شريطة أن تتعهد السلطات البريطانية بمنع الملك حسين من القيام بأي عمل عدواني على نجد وضمان استقلالها، كما جاء في معاهدة العقير السعودية– البريطانية . وقد قدم له فيلبي هذه الضمانات، أما بالنسبة إلى ابن رشيد فقد أوضح العاهل السعودي أنه ما دام لا يوجد خلاف شخصي معه حالياً فمن المناسب أن يقوم بما يطالب به البريطانيون شريطة تقديم المال والسلاح الضروريين لذلك. وقد وعده فيلبي بتلبية مطالبه. وبعث فيلبي بتقرير إلى بغداد يطلب المال والسلاح. وبذلك لبت البعثة البريطانيـــة مطالب الأمير عبدالعزيز العسكرية ، وهي : أربعة مدافع ميدان ، وعشرة آلاف بندقية والذخيرة اللازمة لها ، وعشرون ألف جنيه ذهباً لشراء المواد الغذائية ، والإبل اللازمة للنقل ، وخمسون ألف جنيه شهرياً ، يدفع منها رواتب لعشرة آلاف مقاتل . كل ذلك في نطاق حملة عسكرية على حائل لمدة ثلاثة أشهر . وفوض فيلبي بتقديم قرض للأمير قيمته عشرون ألف جنيه، سلم الأمير منه عشرة آلاف جنيه فقط.(53) وحينما أثير موضوع التعاون مع الملك حسين أبدى الأمير السعودي تذمره من الموقف البريطاني من الملك ، ومن تسمية نفسه "ملك البلاد العربية" . غير أن فيلبي قال للأمير: إن الملك حسين يقدم خدمات قيمة لبريطانيا .(54) ومن الرياض انطلق فيلبي إلى جدة في 21 صفر 1336هـ/9/12/1917م لمقابلة الملك حسين . وغادر ديفيد جورج هوغارث David George Hogarth مدير المكتب العربيThe Arab Bureau في القاهرة، العاصمة المصرية متجهاً إلى جدة ليقابل فيلبي، وليشرح للملك حسين ما كشفته الحكومة البلشفية في روسيا عن معاهدة سايكس– بيكو Sykes–Picot Agreement، وما نقله أحمد جمال باشا، قائد الجيش العثماني الرابع في سورية إلى الملك حسين وابنه فيصل عن نوايا بريطانيا الاستعمارية في البلاد العربية . وكان من مهام هوجارث أيضاً طمأنة الملك عن وعد بلفور وإقناعه بأن الوطن القومي اليهودي في فلسطين لن يؤثر على حقوق العرب من سكانها. وصل هوغارث إلى جدة في 22 ربيع الأول 1336هـ/6/1/1918م ، وتم لقاء الملك حسين مع هوغارث وفيلبي وباسيت Basset (المقيم البريطاني في جدة) في24 ربيع الأول 1336هـ/8/1/1918م. كان فيلبي يفتقر إلى التهذيب واللباقة الدبلوماسية في حديثه مع الملك، مما أثار حفيظة رفيقيه . ولذا خرج كل منهم بانطباع مختلف عن الملك . فبينما رآه هوغارث معقولاً بوجه عام وغير عملي في تناوله لموضوع الخلاف مع الأمير السعودي،كان في رأي فيلبي دبلوماسياً عجوزاً عنيداً جداً . قال الملك للوفد البريطاني : لقد وافق ابن سعود، سنة 1910م على أن القبائل التي تقطن مناطق الحدود ولا سيما قبيلتي حرب وعتيبة، لا تدفع الضرائب لا لابن سعود ولا لابن رشيد، وإنما تدفعها لشريف مكة، غير أن ابن سعود خرج على هذا الاتفاق محاولاً كسب ولاء القبائل المذكورة وجباية الضرائب منها . واتهم ابن سعود بالاتصال بفخري باشا قائد القوات العثمانية في المدينة المنورة، وبأنه سمح بمرور قافلة المال التركية إلى اليمن عبر أراضيه، وفشل في القيام بحملة ضد ابن رشيد . ولما عرض عليه فيلبي رسائــل فخري باشا التي لم يرد عليها الأمير السعودي رفض الملك أن يفتحها أو يقرأها(55) . وكتب فيلبي تقريراً من جدة إلى بغداد قال فيه : إن رجل الجزيرة العربية الذي سيقرر مصيرها هو عبدالعزيز بن سعود وليس الحسين بن علي . وقد أيده في رأيه هذا كل من كوكس وويلسون(56) . عاد فيلبي من جدة بحراً إلى الهند في 30 ربيع الأول 1336هـ/14/1/1918م ، ومنها انتقل إلى الكويت ثم إلى نجد حيث قابل الأمير عبدالعزيز على طرف صحراء الدهناء . ولما سأله الأمير عما جاء به، لم يجد فيلبي ما يقدمه للأمير . وقال له : إن عشرة الآلاف جنيه التي تسلمها منه قرضاً أصبحت هدية له، وأن ألف بندقية في طريقها إليه . عندها أدرك الأمير أنه إذا كان ذلك كل ما لدى فيلبي فقد حقق الملك حسين مبتغاه في شل نجد (57) . سعى بيرسي كوكـــس، أثناء وجوده في لندن في ربيع الآخر وجمادى الآخرة 1336هـ شباط (فبراير) وآذار (مارس) 1918م إلى إقناع المسؤولين البريطانيين بعدم جدوى القضاء على ابن رشيد في حائل، والتخلي عن فكرة تشجيع الأمير السعودي على ذلك . أصبحت الخطة البريطانية الجديدة هي التركيز على تقديم المعونة البريطانية للحجاز وعلى مساندة قوات الجنرال اللنبي General Allenby (58) . وفي 15 شوال 1336هـ/25/7/1918م كتب الأمير عبدالعزيز إلى صديقه فيلبي معرباً عن تذمره من الموقف البريطاني . فالسلطات في مصر تؤيد الملك حسين ، وتنفذ أطماعه على حين تستقبل السلطات البريطانية في العراق أعداء الأمير بالأحضان ، وتمنعه من معاقبتهم، وهو في ذلك يشير إلى العجمان وآل رشيد في حائل . وأمطر فيلبي بغداد بوابل من البرقيات في شوال 1336هـ/آب (أغسطس) 1918م لإقناعها بدعم الأمير السعودي للاستيلاء على حائل، متذرعاً بإلهاء الأمير عن الدخول في نزاع مسلح مع الملك حسين . وطلب فيلبي خمسة آلاف بندقية وعشرة آلاف جنيه شهريا من بغداد من أجل ذلك (59) . تحرك الأمير السعودي في 26 شوال 1336هـ/5 آب (أغسطس) 1918م إلى القصيم لجمع المقاتلين لغزو حائل . ورافقه فيلبي حتى بريدة، واتجهت هذه القوات نحو حائل . ولكنها لم تستطع الاستيلاء عليها بسبب متانة تحصينها . وفي 14 ذي الحجة 1336هـ/21/9/1918م عادت القوات السعودية بالغنائم من الإبل والأغنام(60) . وعلى أي حال فإن إسهام الأمير السعودي في المجهود الحربي البريطاني، أثناء الحرب العالمية الأولى، ظل محدوداً جداً . ويمكن تفسير هذا الموقف السلبي للأمير بأن استجابته للضغوط البريطانية كانت مساوية لمستوى مساعدتهم له(61) . ولقد أجاد السلطان عبدالعزيز آل سعود في وصفه لموقفه هذا في حديث أدلى به إلى أمين الريحاني في سنة 1341هـ/1922م حينما قال: "يظن الناس أننا نقبض من الإنجليز مبالغ كبيرة من المال، والحقيقة أنهم لم يدفعوا لنا إلا اليسير مما تستحقه الأعمال التي قمنا بها أثناء الحرب وبعدها " (62) . وأدى حادث وادي الخرمة الواقع على الحدود النجدية – الحجازية بين قوات الملك حسين والعاهل السعودي إلى إثارة اهتمام السلطات البريطانية والعثمانية . فقد تلقى الأمير رسائل من أهل الخرمة يطلبون الانضمام إليه، على حين عد الملك حسين ذلك تمرداً على سلطته ، وأرسل قوات لإخضاع المتمردين في المحرم 1337هـ/تشرين الأول (أكتوبر) 1918م ، لكنها هزمت على يد القوات السعودية . وقد تلقى فخري باشا، قائد القوات التركية في المدينة المنورة أنباء هذه المعركة بالفرح والسرور، وأرسل البرقية التالية إلى الأمير عبدالعزيز آل سعود :" تلقينا أخباراً سارة عن هزيمة قوات المتمرد حسين على يد الإخوان المقيمين في وادي الخرمة، وأن سموكم قد وصل إلى بريدة لفتح الطريق إلى مكة والقيام بفريضة الحج . أهنئك من خالص قلبي، وأرجو إعلام سموكم أنكم إذا كنتم مستعدين لتلقي المساعدة من الأسلحة والذخيرة والبنادق والرشاشات والأموال اللازمة فنحن على استعداد لذلك"(63) . في 24 ذي الحجة 1336هـ/ الثاني من تشرين الأول (أكتوبر) 1918م تلقى فيلبي أمراً من بغداد بإنهاء مهمته في الرياض . وقد أخفى الأمر على الأمير عبدالعزيز، وحاول إقناعه بضرورة الذهاب إلى بغداد ليعمل المستطاع لتغيير الموقف البريطاني من نجد . وقبل أن يسافر فيلبي قال له الأمير في آخر لقاء بينهما : "أنت تعرف وضعنا، لم أحصل على شيء منكم ؛ لأني أعرف أنه يجب علي أن أحافظ على الصداقة الثابتة مع بريطانيا . ولكن بينكم من لا يعرفني أو يقدرني ويخلق المتاعب لي . أنا أعرف ذلك، كما تعرف يا فيلبي. لقد جئت إلي كمبعوث لبريطانيا ، والآن تغادرنا كمبعوث مني إلى شعبكم . آمل أن نراك بيننا هنا ثانية . ولكن تذكر أنه إذا لم تسو المسائل بصورة ترضيني، وإذا امتنعت حكومتكم عن تعديل سياستها فلا حاجة إلى عودتك"(64) . كانت معركة الخرمة التي جرت بين القوات السعودية والشريفية من المعارك المهمة التي تركت آثاراً باقية في السنوات التي أعقبت الحرب العالمية الأولى . صحيح أن السلطات البريطانية أنذرت الأمير السعودي بضرورة إخلاء الخرمة خلال ست ساعات، وقد فعل الأمير ذلك بعد أن ترك فيها حامية صغيرة وعاد بقواته إلى الرياض(65) . بقي دور الأمير عبدالعزيز آل سعود في الحرب العالمية الأولى مختلفاً فيه في نظر معظم المؤرخين وكتاب الحوليات والمذكرات الذين رووا أحداث الشرق العربي أو درسوها. فبينما عده بعضهم موازياً للثورة العربية التي قادها الشريف حسين بن علي، رأى آخرون أنه فرصة ضائعة خسرتها بريطانيا . وكان معظم هؤلاء المؤرخين متأثرين بالواقع الاستعماري البريطاني من جهة، وبالصورة التي قدمها لورنس T. E. Lawrence عن هذه الحقبة في كتابه "أعمدة الحكمة السبعة "، الذي ظل لنصف قرن من الزمن المرجع الرئيس لتاريخ شبه الجزيرة العربية لدى المؤرخين والكتاب الغربيين.كان الخلاف بين العاهل السعودي والملك الهاشمي من العناصر الحاسمة التي أثرت في مستقبل العلاقات العربية والعمل المشترك في القرن العشرين. لقد اختلف الكتاب والمؤرخون في تحديد المسؤولية عن هذا الخلاف. فقد عزاه جورج أنطونيوس إلى الحسين بن علي، وعده مسؤولاً عن الفشل في التنسيق بينه وبين الأمير السعودي. ورأى أنطونيوس أن من أول أخطاء الحسين في الجزيرة العربية ظنه أن رعايته للثورة تخوله سلطة سياسية على جيرانه . وقد رحب الإدريسي وابن سعود بتحالفه مع بريطانيا العظمى وانشقاقه على الترك، وتقبلا أن يكون هو قائد الثورة العربية، ولكنهما لم يخطر لهما أبداً أن يجعلا نفسيهما تابعين له، أو يتنازلا له عن حقوقهما في السيادة الكلية في مقاطعاتهما . وهذا هو الذي جعلهما يمتعضان من انتحال حسين لقب "ملك البلاد العربية" بكل ما يتضمنه هذا اللقب من معاني السيادة الشاملة(66) . أما أوهام التعلق العربي ببريطانيا فقد لخصها بجدارة لورنس بقوله : "حركت الحكومة (البريطانية) العرب ليحاربوا من أجلنا، مقابل وعود بحكم أنفسهم فيما بعد . . لقد كان واضحاً من البداية أننا إذا كسبنا الحرب ستكون تلك الوعود حبراً على ورق، ولو كنت ناصحاً أميناً لنصحتهم بالعودة إلى بيوتهم وعدم المخاطرة بحياتهم للقتال من أجل هكذا وعود ... لقد خاطرت بالخداع، مع قناعتي أن مساعدة العرب كانت ضرورية لنصرنا الرخيص والسريع في الشرق . وكان الأفضل لو ربحنا ولم نلتزم بكلمتنا من أن نخسر ... "(67) . الهوامــش (1) H.V.F. Winstone : The Illicit Adventure, The Story of Political and Military Intelligence in the Middle East from 1898 to 1926, London, Jonathan Cape Ltd., 1982, pp. 7–8. (2) Nadaf Safran : Saudi Arabia, The Ceaseless Quest for Security, Cambridge–Mass. and London, the Belknap Press for Harvard University Press, 1985, p. 29 . H.V.F. Winstone, op. cit., p. 3 . (3) صلاح الدين المختار : تاريخ المملكة العربية السعودية في ماضيها وحاضرها، ج2، بيروت، منشورات دار مكتبة الحياة، ب.ت. ص .23 . (4) صلاح الدين المختار : تاريخ المملكة العربية السعودية، ص 23 و N.Safran : op, Cit., p. 31 . Benoist–Méchin : Le loup et le léopard, Ibn–Séoud, ou la naissance d’un royaume, Paris, Albin–Michel, 1955, pp. 120–121 . (5) H.V.F. Winstone : op. cit., p. 15 . (6) المصدر نفسه، ص 21 . (7) المصدر نفسه، 45 . (8) المصدر نفسه، ص 47 . (9) المصدر نفسه، ص 49–50 . (10) المصدر نفسه، ص 54–55 . (11) المصدر نفسه، ص 68 . (12) المصدر نفسه، ص 71–73 . H.V.F. Winstone : Captain Shakespeare, A Portrait, London, Jonathan Cape, 1976, pp.99,102–3, 106 . (13) H.V.F. Winstone : Captain Shakespeare, pp. 107–8 . (14) H.V.F. Winstone : The Illicit Adventure .p. 75 . (15) المصدر نفسه، ص 84 . (16) المصدر نفسه، ص 87–91 وH.V.F. Winstone : Captain Shakespeare, p. 110 . (17) H.V.F. Winstone : The Illicit Adventure . pp. 97–100 . (18) المصدر نفسه، ص 101–102 N. Safran : op. cit., p. 35 . (19) Benoist–Méchin : op. cit., pp. 174–7 . (20) H.V.F. Winstone : the Illicit Adventure, pp. 107,111–2 . (21) N. Safran : op. cit., p. 36. (22) المصدر نفسه ن ص 36 . (23) H.V.F. Winstone : op. cit., p. 113. (24) المصدر نفسه، ص 116 . (25) المصدر نفسه، ص 117 . (26) المصدر نفسه، ص 123 . (27) H.V.F. Winstone : Captain Shakespeare, pp. 189–191 (28) H.V.F. Winstone : The Illicit Adventure, pp. 129,136 (29) Benoist – Méchin : op. cit., pp. 193–5 (30) المصدر نفسه، ص 196 . (31) المصدر نفسه، ص 199 . (32) المصدر نفسه، ص 163–164 . (33) المصدر نفسه، ص 197 . (34) المصدر نفسه، ص 199 . (35) H.V.F. Winstone : Captain Shakespeare, pp. 191,193–4. (36) المصدر نفسه، ص 196–197 . (37) المصدر نفسه، ص 197–198 . (38) المصدر نفسه، ص 199 . (39) المصدر نفسه، ص 200–201 . (40) المصدر نفسه، ص 201–202 . H.V.F. Winstone ; The Illicit Adventure, pp. 152–3 N.Safran; op. cit., p. 37 . (41) يذكر ونستون أن المعركة جرت في 24/1/1915م على حين يذكر صفران أنها جرت في 15/1/1915م ، وأميل إلى تبني رأي ونستون الذي اعتمد التقارير البريطانية. (42) H.V.F. Winstone : The Illicit Adventure, p. 178. (43) H.V.F. Winstone ; Captain Shakespeare, p. 216 N. Safran : op. cit., p. 37. (44) N.Safran : op. cit., pp. 37–8. (45) فؤاد حمزة : قلب جزيرة العرب، الرياض، مكتبة النصر الحديثة، الطبعة الثانية 1388هـ/1968م ، ص381. (46) حافظ وهبة : جزيرة العرب في القرن العشرين، القاهرة، لجنة التأليف والترجمة والنشر، 1354 هـ/1935م، ص 277 . (47) خير الدين الزركلي : شبه الجزيرة العربية في عهد الملك عبدالعزيز، ص 258 . (48) N. Safran : op. cit., p. 38. (49) H.V.F Winstone : Captain Shakespeare, p. 217. (50) Elizabeth Monroe: Philby of Arabia, London, Faber and Faber, 1973, p.59 . Arab Bureau : Arab Bulletin . No. 53, Cairo, June 14, 1917, pp. 267–9 (51) H.V.F. Winstone : The Illicit Adventure, pp. 336–8, Arab Bureau : Arab Bulletin No.60, Cairo, August 20, 1917, pp. 347. (52) H.V.F. Witsone : The Illicit Adventure, pp. 338–9 , N.Safran : op. Cit., p.39 . Arab Bureau : Arab Bulletin, No. 92, Cairo , June 11, 1918, pp. 187–192. (53) Elizabeth Monroe : op. cit., pp. 66–7 , J.Philby : Arabian Days, pp. 152–3 . (54) E.Monroe : op. cit., p.68. (55) المصدر نفسه، ص 70 . (56) Arab Bureau : Arab Bulletin , No. 70, Cairo , January 27, 1918, pp. 21–24. (57) J.Philby : Arabian Days , pp.158 , E.Monroe : op. cit., pp. 77–81. (58) E. Monroe : op. cit., pp. 82,84–85. (59) المصدر نفسه، ص 90 . (60) المصدر نفسه، ص 91 . (61) المصدر نفسه، ص 91–92. .J.Philby : Arabian Days , p. 170 (62) Yves Besson : Hussein ou Ibn Sáûd , une fausse altenative, la polotique de l’émir du Najd dans la première guerre mondiale, in “Relations Internationales” , no.19, Paris automne 1979, pp. 247–8. (63) أمين الريحاني : ملوك العرب، ج2، بيروت دار الجيل، ط8، ب.ث.ص 541 . (64) H.V.F. Winstone : The Illicit Adventure, p. 340. (65) E. Monroe : op. cit., pp. 92–3 , J. Philby : Arabian Days , p. 171. (66) Benoist – Méchin : op. cit., pp.220–221. (67) جورج أنطونيوس : يقظة العرب، تاريخ حركة العرب القومية، ترجمة ناصر الدين الأسد وإحسان عباس، بيروت، دار العلم للملايين، الطبعة الثامنة 1987م ، ص447 . (68) H.V.F. Winstone : Captain Shakespeare, p. 219. مصادر البحث أ – المصادر العربية : § أنطونيوس، جورج : يقظة العرب، تاريخ حركة العرب القومية، ترجمة ناصر الدين الأسد وإحسان عباس، بيروت، دار العلم للملايين، الطبعة الثامنة 1408هـ/1987 م . § حمزة، فــــؤاد : قلب جزيرة العرب، الرياض، مكتبة النصر الحديثة، الطبعة الثانية 1388هـ /1968 م . § الريحاني، أمين : ملوك العرب، رحلة في البلاد العربية، الجزءان الأول والثاني، بيروت، دار الجيل، الطبعة الثانية، بلا تاريخ . § الزركلي، خير الدين : شبه الجزيرة العربية في عهد الملك عبدالعزيز، الجزء الأول، بيروت، الطبعة الأولى، بلا دار نشر وبلا تاريخ . § الوجيز في سيرة الملك عبدالعزيز، بيروت، الشركة العامة للطباعة، الطبعة الثانية 1392هـ/1972م . § سعيد، أمين : تاريخ الدولة السعودية، الجزء الثاني : عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل 1319–1373هـ/1902–1953م، دون دار النشر، وبلا تاريخ . § المختار، صلاح الدين : تاريخ المملكة العربية السعودية في ماضيها وحاضرها، الجزء الثاني، بيروت، منشورات دار مكتبة الحياة، بلا تاريخ . § وهبة، حافظ : جزيرة العرب في القرن العشرين، القاهرة، لجنة التأليف والترجمة والنشر، 1345هـ/1935م . ب – المصادر الأجنبية : § Arab Bureau : Arab Bulletin, Cairo , No. 53, June 14, 1917, No. 60, August 20, 1917, No. 70, January 27 , 1918 and No. 92, June 11, 1918 . <p class=MsoNormal الموضوع الأصلي: بحث تاريخي مهم يؤخذ منة ويرد علية ---- || الكاتب: أبومحمد || المصدر: منتدى الجبلان الرسمي
المصدر: ::منتدى الجبلان الرسمي::
وإذا كانت النفوس كباراً=تعبت في مرادها الأجسام
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| فوز تاريخي للهلال على المان يونايتد ينهي مشوار سامي الجابر | أبومحمد | الرياضة العربية والعالمية | 0 | 22-01-2008 01:16 AM |
| قصيدة ابن بتاال الجبلي مدح بــ (( مطير )) والرد علية .. (( صوتية )) | فيصل الازيمع | مجلس ديوان الجبلان الشعري | 6 | 04-07-2007 10:17 PM |
![]() |
![]() |
![]() |